آيات أنسى الوعاظ معناها.. (1من 3)
مدحت القصراوي
أما تفسيرها بالمطابقة فهو بيان أركان ومفردات توحيد العبادة، وأنه حق خالص لله، وبيان أن هذا هو الإسلام العام، إسلام النبيين، يعني التوحيد الصحيح والدين المقبول عند الله ولهذا قال (لا شريك له) لأنه حق خالص لله، وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين؛ يعني هذا هو الإسلام والدين المقبول الذي جاء به جميع النبيين، وعليه محمد صلى الله عليه وسلم وأمته.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
ثمة قاعدة مهمة في فهم كتاب الله تعالى؛ إذ في تفسير آيات كثيرة يكون هناك تفسير للمعنى بالمطابقة، وهناك تفسير باللزوم.
ولوازم الآية قد يكون لازما واحدا أو أكثر، بل قد يصل إلى مائة لازم ـ كما قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين ـ بحسب علم الناظر في كتاب الله سبحانه.
ولكن قد يقع أحيانا أن يكثر ذكر تفسير لازم الآية ولا يُذكر معناها المطابق حتى يٌنسَى.
ومن هذا آية الأنعام {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين} .
فكثر كلام الدعاة في شرحها للإستدلال على استحضار النيات في المباحات، وهو استدلال صحيح وجائز ولكنه ليس تفسير الآية، ولا معناها بالمطابقة، بل هو من لوازم الآية وإشارتها التي تدل عليها..
أما تفسيرها بالمطابقة فهو بيان أركان ومفردات توحيد العبادة، وأنه حق خالص لله، وبيان أن هذا هو الإسلام العام، إسلام النبيين، يعني التوحيد الصحيح والدين المقبول عند الله ولهذا قال (لا شريك له) لأنه حق خالص لله، وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين؛ يعني هذا هو الإسلام والدين المقبول الذي جاء به جميع النبيين، وعليه محمد صلى الله عليه وسلم وأمته..
وبقي أن نبحث في هذه الحقوق الخالصة.
1) فأما الصلاة والنسك فهما من مفدرات العبادات: الصلاة والذبح، وهما مذكوران في الكوثر {فصل لربك وانحر} ، ويكون قد ذكر تعالى هنا مفردين من مفردات العبادة وهما الصلاة والذبح للدلالة على جنس العبادة كلها، ويكون هذا من باب التمثيل للعام ببعض أفراده.
وبعض أهل العلم من المفسرين يجعلون النسك هو العبادة نفسها، ويفسرون النسك بأنه (غاية العبادة) وهنا يكون ذكر النسك بعد الصلاة من باب عطف العام على الخاص.
2) وأما المحيا والممات فالمقصود بهما قبول الشرائع المنظمة لحياة المسلم حتى الممات، وهي الشرائع المتعبَد بها؛ بالاستسلام لله بقبولها والدينونة لله تعالى بها..
وهي تشمل الحياة حتى الممات، وهي تشمل العادت والمعاملات، في النطاق الفردي والجماعي، والخاص والعام، وفي جميع مناحي الحياة للمسلم، وفي جميع مناحي الحياة للمجتمع والدولة..
هذا هو المعنى الذي عليه الآية والمقصود منها بالمطابقة.. وهو المعنى الأعظم والنفيس وعليه مدار السعادة لمن قبله والشقاوة لم حُرم منه وخالفه..
وأما ما يلزم عنها من المعاني المليحة كاستحضار النيات في المباحات، فهو معنى حسن، لكن يجب أن يُذكر تاليا للأصل، أو لو ذُكر فلا يطغى على الأصل.. فقد صار كثير من الدعاة المعاصرين خاصة، يذكرون المعنى اللازم وكأنه الأصل وينسون المعنى المطابق للآية حتى جهله الناس بفعل التكرار وأخشى أن ينكروه بعد ذلك..!
يُتبع لبيان أمثلة أخرى إن شاء الله..