أدلة فرقة المهدية الضالة على إمامة اليماني

أحمد علوان

وإن كانت في الأصل هذه الأدلة أدلة عامة تصف اليماني المزعوم لدى الشِّيَعة لكنهم صرفوها لصالحهم وخدمة لأفكارهم، وسَمَّوا هذه الأدلة بقانون معرفة الحجة، وخالفوا فيها جمهور الشِّيَعة في طريقة معرفة الإمام

  • التصنيفات: مقارنة الأديان -

يحاول المَهْدِيُّون-اليماني وأتباعه- أن يجلبوا كل دليل وأن يسلكوا كل مسلك لإثبات دعوى الإمامة، فاعتمدوا أدلة وجعلوها أعمدة تقوم عليها الدعوة، وأصولاً في تأسيس معتقدهم، وإن كانت في الأصل هذه الأدلة أدلة عامة تصف اليماني المزعوم لدى الشِّيَعة لكنهم صرفوها لصالحهم وخدمة لأفكارهم، وسَمَّوا هذه الأدلة بقانون معرفة الحجة، وخالفوا فيها جمهور الشِّيَعة في طريقة معرفة الإمام؛ حيث إن الإمام عند الشِّيَعة يُعرف بثلاث كما جاء في (إثبات الهداة)، "عن عبدالأعلى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول العامة[1]: إن رسول الله قال: «من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية»[2]... إلى أن قال: «يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره: هو أولى الناس بالذي قبله، وهو وصيه، وعنده سلاح رسول الله ووصيته،...»[3]، بينما المهديون قالوا بست علامات وهي: (الوصية، والعلم، والدعوة إلى حاكمية الله، والدعوة اليمانية مؤيدة بالملكوت، والمباهلة وقسم البراءة، والكرامات والمعجزات)، وسيتضح هذا في الحديث عن كل دليل، ومن الأدلة التي صرفوها لمآربهم هذه الرواية والتي جاء فيها: "عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: قلت لأبي عبد الله: بأي شيء يُعْرَف الإمام؟ قال:بالسكينة والوقار، قلت: وبأي شيء؟ قال: وتعرفه بالحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه ولايحتاج إلى أحد، ويكون عنده سلاح رسول الله، قلت:  أيكون وصياً ابن وصي؟ قال: لا يكون إلا وصياً وابن وصي"[4]، على اعتبار أن أحمد الحسن اليماني هو صاحب الأمر، وليثبتوا أن هذه الثلاثة تتوافر في اليماني–إمامهم المزعوم- وأنها تنطبق عليه، وزادوا عليها أدلة أخرى وللتعرف على هذه الأدلة، وكيف استدلوا بها:
الدليل الأول: الوصية:
من أبرز الأدلة التي استدل بها اليماني وأتباعه على إمامة أحمد الحسن –اليماني المزعوم- هو دليل الوصية، والتي يعتبرونها ويسمونها بالوصية المقدسة، وهي عندهم حجر الأساس وركن الدعوة، فهي للدعوة بمنزلة القلب للجسد، ويزعمون فيها أن النبي  صلى الله عليه وسلم  أوصى بها علياً رضي الله عنه  ليلة وفاته، وهذا هو نص الوصية: «عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه،عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عن أبيه الباقر  عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلامقال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلامياأبا الحسن أحضرصحيفة ودواة فأملى رسول الله وصيته حتى أنهى إلى هذا الموضع فقال ياعلي: إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثناعشرمهدياً فأنت ياعلي أول الاثني عشرالإمام سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأميرالمؤمنين والصديق الأكبروالفاروق الأعظم والمأمون والمهدي، فلاتصح هذه الأسماء لأحد غيرك، ياعلي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذاحضرتك الوفاة فسّلمها إلى ابني الحسن البرالوصول، فإذاحضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذاحضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه سيدالعابدين ذي الثفنات علي، فإذاحضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه محمدالباقر،فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه جعفرالصادق، فإذاحضرته الوفاة فليسلِّمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذاحضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذاحضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذاحضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد، فذلك اثناعشرإماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذاحضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامي كاسمي واسم أبي وهو عبدالله وأحمد، والاسم الثالث المهدي هوأول المؤمنين»[5].
هذه الوصية دائماً ما يستدل بها اليماني وأتباعه في كتبهم، فلا تكاد تجد كتاباً إلا وتجد فيه الوصية، وأفردوا لها كتباً ومنشورات، منها كتاب(الوصية المقدسة) لأحمد الحسن المزعوم، والذي قال عن الوصية:"وهذا كاف كدليل تام وحجة قائمة على أحقية هذه الدعوة، فمن أراد الحق ومعرفة أحقية هذه الدعوة تكفيه الوصية وادعائي أني المذكورفيها "[6]، بل نجد الوصية متصدرة الموقع الرسمي لهم، وفي الصفحة الرئيسة من مجلة الصراط المستقيم، والتي تصدر عن أنصار اليماني كل أسبوع، ويؤكد ذلك ما ذكره صاحب كتاب(حوار قصصي مبسط في الدعوة اليمانية المباركة) حيث يقول: "هذه الوصية يرويها الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة، ونقلها عنه كثير من العلماء في كتبهم"[7]، ثم ذكر المصادر التي نقلت عن الشيخ الطوسي هذه الوصية وهي نفس المصادر التي ذكرتها المجلة الأسبوعية.

--------------------------------- 

[1] يُقصد بالعامَّة عند الشِّيَعة: أهل السنة والجماعة، ويُقصد بالخاصة: الشِّيَعة. انظر: الإرشاد للمفيد، ج1/38، وانظر: أصول الكافي، ج1/71.
[2] وقد جاء هذا الحديث في صحيح ابن حبان، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم : «من مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً»، ( ج10/434، 4573)، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان البُستي، المُتَوَفَّى عام 354ه، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرناؤوط، الطبعة الأولى سنة 1408ه، 1988م، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان. وقال الأرناؤوط: (حديث صحيح).
[3] راجع: إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، الجزء الأول، الباب السادس، النصوص العامة على وجوب النبوة والإمامة وثبوت العصمة للأنبياء والأئمة، ص114، حديث رقم(61).
[4] الغيبة، لابن أبي زينب النعماني، تحقيق: فارس حسون كريم، ص249، ط1/1432ه = 2011م، دار الجوادين.
[5] تقدم تخريجها في التمهيد ، ص25.
[6] الوصية المقدسة، الكتاب العاصم من الضلال، السيد أحمد الحسن، جمعه وعلق عليه: علاء السالم ، ص25، ط1/1433ه =  2012م، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام ، العدد(165).
[7] حوار قصصي مبسط في الدعوة اليمانية المباركة، ص266(بتصرف)(مرجع سابق).