الشيخ يعقوب أخطأ، فكان ماذا؟!

ملفات متنوعة

الشيخ يعقوب -حفظه الله- عبر عن رأيه فأخذوا كلامه وطاروا به فرحاً!
وكلٌ غنّى على ليلاه! وما كان ينبغي لأحد أن يستطيل في عرض الشيخ،
فالشيخ له سابقته وله فضله، ولعل الله اطلع على عمله فقبله منه..

  • التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة -

الحمد لله، وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
الكل يعرف الشيخ محمد حسين يعقوب ويعرف سابقته الدعوية، وفضله، وإخلاصه، وصدقه في الدعوة إلى الله عز وجل -والله حسيبه- ومع كل هذا فالرجل الفاضل قد يقع منه الخطأ، وتقع منه الزلة، ليس لأنه فاضل يزل، ولكن لكونه بشر يعتريه ما يعتري البشر من صفات النقص وعدم الكمال.

والشيخ يعقوب -حفظه الله- عبر عن رأيه فأخذوا كلامه وطاروا به فرحاً! وكلٌ غنّى على ليلاه! وما كان ينبغي لأحد أن يستطيل في عرض الشيخ، فالشيخ له سابقته وله فضله، ولعل الله اطلع على عمله فقبله منه.


إن الذين لم يعجبهم كلمة الشيخ سواء المحبين أو المخالفين، ولا أحب أن يكون للشيخ مبغض فالشيخ الفاضل -حفظه الله- يهل علينا في الأسبوع كثيراً عبر الفضائيات، ويقسم بالله أن يحب الجميع فيه، ثم تكون عاقبة خطأ وقع منه طرحُ حسناته جميعها!! وإعداد قاموس لسلب سابقته الدعوية، ومكانته العلمية، وسمو خلقه، وحرصه على هداية الناس وتعبيد الناس لرب العالمين!! وما كان ينبغي لهم أن يفعلوا الذي فعلوا ولكن نحسن الظن بالمحبين وندعو بالهداية للمخالفين -أعني المخالفين من العلمانيين والليبراليين-، لقد أخطأ بعض الناس خطأ جسيماً -وغفروا له خطأه- لما تكلم باستهزاءٍ عن الملك جل جلاله أنه لو طرح نفسه للاستفتاء على الشعب وأخذ كذا وكذا -يعني من الأصوات- ربنا يحمد ربنا!! ومع ذلك التمسوا منه عذراً، تعالى الله عن قوله وتنزه علواً كبيراً.


فالشيخ يعقوب -حفظه الله- قد أكون مختلفاً معه في التعبير عن رأيه، ولكن أين احترام الكبير؟ ألا ينبغي أن يُجلَّ؟ « ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه» (رواه أحمد وصححه الألباني).

فالشيخ عبر عن فرحته بنشوة وسعادة زائدة فكان ماذا؟ ... لا شيء، وذكر -حفظه الله- أن كان يمزح ويهزر، وإن لم يكن كذلك وتكلم بجد على ماذا يلام الرجل؟ لا شيء، على حد قول شيخنا الدكتور محمد إسماعيل -حفظه الله-: "الشيخ يعقوب أخطأ من شدة الفرح".

وعابوا على الشيخ قوله: "غزوة الصناديق"، ومع ذلك ألا يستعمل القوم مثل هذه الكلمات في الانتخابات، ويقولون: "المعركة الانتخابية"!! ولكن أحلال لهم حرام على الشيخ؟!! على حد قول الشاعر:
 
أحرام على بلابله الدوح *** حلال للطير من كل جنس

وعابوا على الشيخ تكبيره تكبيرات العيد، فقلنا قبل ذلك الشيخ -حفظه الله- أخطأ من شدة الفرح، ومع ذلك لم يعجبهم أن اعتذر الشيخ وقال دعونا نغلق هذه الصفحة ونفتح صفحة أخرى، ويأبى القوم -هداهم الله- إلا الصيد في الماء العكر.


ألم يأتهم خبر الأنبا روفائيل -كاهن كنيسة وسط البلد- الذي أعلن وحشد النصارى جميعهم صغيرهم وكبيرهم للتصويت بلا؟ فلماذا لم يعامل كما عومل الشيخ يعقوب؟ ما لكم كيف تحكمون؟!

والأعجب من ذلك أنك ترى بعض القساوسة يعترفون أن الأنبا روفائيل تكلم بهذا الكلام ثم يعتذر له، وهو عبد المسيح بسيط اعتذر له بقوله: "الأنبا روفائيل مثقف وأسلوبه راقٍ"، ثم يخرج شيخ مع هذا القس ولم يتكلم أو يعتذر للشيخ يعقوب كما فعل هذا القسيس، وإن كان يختلف مع الشيخ يعقوب فأين الغيرة على حرمات المسلمين، وأين الذب عن أعراض المسلمين هل نسيها أم تناساها هذا الشيخ!!! الله المستعان.


ودكتور فاضل آخر يقول: "لا ينبغي أن يكون هناك مكان لدعاة الفرفشة والهزار بيننا في هذا الوقت"، حنانيك يا دكتور فالأمر لا يحتمل كل الذي تفوهت به، إن حاطب بن أبي بلتعة لما أخطأ وهمَّ عمر بقتله اعتذر النبي له بسابقته في الإسلام، ألا يسعنا الإسلام يا دكتور، وإن كنا نختلف مع بعضنا البعض فمازال الناس يختلفون، وما هكذا تورد الإبل.

ومذيع كذوب يختلق الأكاذيب معروف باتجاهه الليبرالي، يكذب على الشيخ ويُفضح، لأن الله يهتك ستر من يفتري على الصالحين الكذب، فنُبذ من محبيه قبل مبغضيه لأنه لم يرضى بقول الشيخ والتعبير عن رأيه، لأنهم رأوا أن الديمقراطية تحتمل قولك وقول غيرك، ولكن هذا الكذوب يريد ديمقراطية من طرف واحد فقط ألا وهي التي تصب في مصالحه الشخصية ومصالح قومه، فالله حسيبهم ووكيلهم ومطلع على سرائرهم وهو حسبنا ونعم الوكيل.


وأخيراً:

أهمس في أذن الشيخ المبجل: محمد حسين يعقوب، لا تحزن ولا تيأس في كل ما قيل لك وما قالوه عنك، فمقامك محفوظ عند الناس جميعاً، ويكفي يا شيخنا أن تعلم أن الرجال والنساء في القرى والبوادي يلهجون إلى الله عز وجل بالدعاء لك، فقد علمتهم كيف يصلون، وكيف يحبون الدين ويكثرون من الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا كله في ميزان حسناتك، ورغبت العصاة في سعة رحمة الله وأن باب التوبة لا يغلق، فامضِ لما أمرك الله به من الدعوة إليه، ولا تلتفت إلى أحد وإن أكثروا عليك وشغبوا حتى يصرفوا الناس عنك وعن دعوتك، فالكل موقوف ومسؤول أمام الله عز وجل، وعند الله تجتمع الخصوم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقبلون.



 

المصدر: أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي - خاص بموقع طريق الإسلام