الأولياء ليسوا آلهة

أبو الهيثم محمد درويش

فكيف يرتضي ولي من أولياء الله أن يكون نداً لله يعبده الناس و يتقربون إليه و يطلبون منه و هو عبد طائع عاش على التوحيد و جانب الشرك حتى مات على ذلك ؟
و سواء كان هذا الولي من الملائكة أو الرسل أو عباد الله الصالحين من أتباع الرسل و حملة الوحي و مبلغي الشرائع العاملين بها , فإن عبادتهم من دون الله شرك و اتخاذهم وسائط تقرب العباد إلى باريهم أيضا شرك , فالله لم يجعل بينه و بين خلقه واسطة .
قال تعالى :
{ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا } [الكهف 102] .

  • التصنيفات: التفسير -

الأولياء هم عباد صالحون حملوا شريعة الله في حياتهم و ماتوا على الإيمان الصحيح و التقوى و الخوف من الجليل سبحانه و إلا ما نالوا ولايته , فالله تعالى حدد وصفهم بالإيمان الصحيح و التقوى {الذين آمنوا و كانوا يتقون }, و هؤلاء الأولياء لا يرتضون بحال أن يفتنوا الناس في دينهم أو يصرفوا عن الله أنظارهم .
فكيف يرتضي ولي من أولياء الله أن يكون نداً لله يعبده الناس و يتقربون إليه و يطلبون منه و هو عبد طائع عاش على التوحيد و جانب الشرك حتى مات على ذلك ؟
و سواء كان هذا الولي من الملائكة أو الرسل أو عباد الله الصالحين من أتباع الرسل و حملة الوحي و مبلغي الشرائع العاملين بها , فإن عبادتهم من دون الله شرك و اتخاذهم وسائط تقرب العباد إلى باريهم أيضا شرك , فالله لم يجعل بينه و بين خلقه واسطة .
قال تعالى :
{ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا } [الكهف 102] .
قال السعدي في تفسيره :
وهذا برهان وبيان، لبطلان دعوى المشركين الكافرين، الذين اتخذوا بعض الأنبياء والأولياء، شركاء لله يعبدونهم، ويزعمون أنهم يكونون لهم أولياء، ينجونهم من عذاب الله، وينيلونهم ثوابه، وهم قد كفروا بالله وبرسله.
يقول الله لهم على وجه الاستفهام والإنكار المتقرر بطلانه في العقول: { أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ } أي: لا يكون ذلك ولا يوالي ولي الله معاديا لله أبدا، فإن الأولياء موافقون لله في محبته ورضاه، وسخطه وبغضه، فيكون على هذا المعنى مشابها لقوله تعالى { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ }
فمن زعم أنه يتخذ ولي الله وليا له وهو معاد لله فهو كاذب ويحتمل -وهو الظاهر- أن المعنى أفحسب الكفار بالله المنابذون لرسله أن يتخذوا من دون الله أولياء ينصرونهم وينفعونهم من دون الله ويدفعون عنهم الأذى؟ هذا حسبان باطل وظن فاسد فإن جميع المخلوقين ليس بيدهم من النفع والضر شيء ويكون هذا كقوله تعالى { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا }  { وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ }  ونحو ذلك من الآيات التي يذكر الله فيها أن المتخذ من دونه وليا ينصره ويواليه ضال خائب الرجاء غير نائل لبعض مقصوده
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن