زيارة ترامب...وتجهيزات الحرب..(1)
عبد العزيز مصطفى كامل
من خلال متابعة ترتيبات هذه الزيارة ، وفي ضوء ماسبق أن رصدته وكتبيه في خمس حلقات على هذه الصفحة تحت عنوان (الحرب المذهيية الكبرى) في شهر فبراير 2017.. واستئنافًا للتحليل الحاوي للنذير والتحذير الذي ضمَّنتُه كتابي الأخير (حتى لايُستباح الحَرَم)...أرى أن تلك الزيارة المفصلية في التاريخ المعاصر ...تقف وراءها الأغراض والأهداف التالية
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
اختار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) المملكة العربية السعودية لتكون أول بلد يزوره رسميًا بعد توليه رئاسة أمريكا، على أن تكون " إسرائيل" هي الدولة الثانية، والفاتيكان هي الدولة الثالثة...! فماذا يريد من تلك الزيارة التي تبدو دينية على الطريقة البابوية ؟!.. وما السر وراء هذا "الإسراء" الذي أوحى به الشيطان من أرض المسجد الحرام الى أرض المسجد الأقصى، ليجتمع بعده في روما بالأبعد الذي نزل مصر في زيارة قريبة لا تزال أبعادها مريبة...!
من خلال متابعة ترتيبات هذه الزيارة ، وفي ضوء ماسبق أن رصدته وكتبيه في خمس حلقات على هذه الصفحة تحت عنوان (الحرب المذهيية الكبرى) في شهر فبراير 2017.. واستئنافًا للتحليل الحاوي للنذير والتحذير الذي ضمَّنتُه كتابي الأخير (حتى لايُستباح الحَرَم)...أرى أن تلك الزيارة المفصلية في التاريخ المعاصر ...تقف وراءها الأغراض والأهداف التالية :
- تريد أمريكا بتلك الزيارة إعادة ترتيب الأوضاع فيما أسماه الغربيون (الشرق الأوسط) والذي نسميه : (أرض النبوات والنبوءات) وذلك لحسابها ، لا لحساب شعوبها؛ حيث تتطلع واشنطن بعد عودة الجمهوريين للحكم أن تستأنف المُضي في (مشروع القرن الأمريكي) الذي بدأه بوش الأب، وأراد استكماله بوش الابن، لكنه تعرقل ثم تعطل على يد المجاهدين بعد غزو أمريكا للعراق...
- من المفارقات العجيبة أن هذه الإعادة لترتيب الملفات التي بعثرتها روسيا وايران في عهد أوباما الهزيل، تحتاج في عهد الفيل إلى مزيد من خلط الأوراق ، الذي لن يتحقق إلا بالتعجيل بإشعال حرب مذهبية إقليمية تجني أمريكا ثمراتها، وتجني على العرب حرارتها ومرارتُها.
- يريد التاجر (ترامب) أن تستعيد أمريكا تسلم ملفات إدارة الأزمات في المنطقة، ليكون لها نصيب الأسد في تقاسم صفقات "موسم التصفية" لتلك الأزمات، فإلى جانب الاستثمار الاقتصادي (المسلح) الذي بدأ بصفقات مليارية لكل من الإمارات والسعودية؛ يتجه ترامب إلى انتزاع أزِمَّة الأزمات في كل من سوريا والعراق واليمن وربما دول الخليج ..المقبلة على أزمات أشد وأحد بسبب ارتمائها الذي ليس له حد على عتبات قصر القيصر في واشنطن..
- و بما أن إيران أصبحت اليوم هي " العدو القريب " ( استراتيجيًا ) لأمريكا ؛ بسبب منازعتها لها في أخطر أماكن العالم - وهي أرض النبوات والنبوءات الشاملة جزيرة العرب وماحولها من النيل للفرات؛ فقد لزم أن تُقصقِص أمريكا أجنحتها وتخلع أنيابها ، لتوقفها عند حدودها المرسومة لها ، والتي توهمت طهران أنه صار بمقدورها - بالتحالف مع الروسيين والصينيين - أن تناطح أمريكا بشأنها، لسلب ثرواتها واحتلال عواصمها...!