ظنون ضرب إيران..!
أبو الهيثم محمد درويش
إنها فرصة ذهبية؛ حيث دولة طبيعية في المنطقة وليست مزروعة كإسرائيل، وهي مسلمة (كما تدعي)..! وهي تبغض وتعادي كل المنطقة الإسلامية والعربية للخلاف العرقي والمذهبي والإرث الصفوي، مع توجهها الدموي واستعدادها لبيع كل القيم
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
من يظن أن الأمريكيين والغرب قد يضربون إيران ويجعلونها مهيضة الجناح أو عاجزة، هُم واهمون..
فلا فرصة للغرب مثل إيران، إنها فرصة ذهبية؛ حيث دولة طبيعية في المنطقة وليست مزروعة كإسرائيل، وهي مسلمة (كما تدعي)..! وهي تبغض وتعادي كل المنطقة الإسلامية والعربية للخلاف العرقي والمذهبي والإرث الصفوي، مع توجهها الدموي واستعدادها لبيع كل القيم، مع وحشية مفرطة، وصلت إلى الأكل من قلوب المقتولين من أهل السنة، بعد قتلهم بطريقة بشعة.. وهي تريد تفتيت كل المنطقة وتمزيقها بكل ما تستطيع لكي توجد فرصة لباطلها أن يجد له موطئا إذ لا يعيش باطلها إلا في بيئة منحطة، تماما كالصهيونية التي لا تعيش إلا في بيئات خربةة وعقب المذابح والحروب والإخفاقات العظمى..
لو لم تكن إيران موجودة لتمنوا وجودها، ولو استطاعوا إيجادها لفعلوا؛ فما بالك وهي تتلمظ على المنطقة وشعوبها وتبحث عن أعدائها للتفاوض والتعاون وتقسيم الذبيحة..؟
لا يمكن لعدو المنطقة أن يضعف إيران أو يعجزها.. لكن يمكن أن يتلاعبوا في توازن القوى لتوزيع الإرث وتقاسم النفوذ وتخصيص القطيع المراد ذبحه.. لا يعدو الأمر هذا.
يبدو العرب ـ بخيبة ـ سعداء بعد الإبتزاز والدفع، ويبدو الإيرانيون ـ بحق ـ سعداء وساخرين لأنهم وصلوا من القوة إلى أن يجتمع كل هؤلاء، ويدفعوا كل هذا، ليحتموا منهم.
هذا يدل، لا على انتهاء التهديد، بل على تجديده وجديته وفرَح الإيرانيين والغرب به؛ فهذا مستفيد من تراكم القوة وزيادة النفوذ، وذاك يستفيد بعائد الحماية ووفرة الأموال وتوفر القواعد، وبقي للعرب الضعف والتبعية والفقر.. وأنهم أصبحوا (مُهزَئين) على كل المحاور.
من ظن إمكانية ضربة تعجيزية حقيقية لإيران فهو واهم.. وكفى الناس أوهاما.
مدحت القصراوي