لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً

أبو الهيثم محمد درويش

و هذا البيان و التوضيح من أجل أن ينزجر العباد فيسرعوا بالعودة و التوبة و التقوى و يتلافوا الوقوع فيما وقع فيه أهل الوعيد فتتحقق لهم النجاة و ينالون الفوز بالابتعاد عن عذاب الله .

{ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا }  [طه 113] .

  • التصنيفات: التفسير -

من رحمة الله بعباده أن أنزل هذا القرآن معجز البيان واضح البنيان و صرف فيه سبحانه ألوان الوعيد سواء الدنيوي أو الأخروي و أوضح ما ينتظر المكذبين المعاندين من عذاب في الآخرة و ما يصاحبهم من خزي و هزيمة في الدنيا و إن طالت بهم المهلة كما حدث مع سائر أعداء الأنبياء والمرسلين .

و هذا البيان و التوضيح من أجل أن ينزجر العباد فيسرعوا بالعودة و التوبة و التقوى و يتلافوا الوقوع فيما وقع فيه أهل الوعيد فتتحقق لهم النجاة و ينالون الفوز بالابتعاد عن عذاب الله .

{ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا }  [طه 113] .

قال السعدي في تفسيره :

أي: وكذلك أنزلنا هذا الكتاب، باللسان الفاضل العربي، الذي تفهمونه وتفقهونه، ولا يخفى عليكم لفظه، ولا معناه.

{ وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ } أي: نوعناها أنواعا كثيرة، تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام، وتارة بذكر المثلات التي أحلها بالأمم السابقة، وأمر أن تعتبر بها الأمم اللاحقة، وتارة بذكر آثار الذنوب، وما تكسبه من العيوب، وتارة بذكر أهوال القيامة، وما فيها من المزعجات والمقلقات، وتارة بذكر جهنم وما فيها من أنوع العقاب وأصناف العذاب، كل هذا رحمة بالعباد، لعلهم يتقون الله فيتركون من الشر والمعاصي ما يضرهم، { أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا } فيعملون من الطاعات والخير ما ينفعهم، فكونه عربيا، وكونه مصرفا فيه من الوعيد، أكبر سبب، وأعظم داع للتقوى والعمل الصالح، فلو كان غير عربي، أو غير مصرف فيه، لم يكن له هذا الأثر.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن