قصيدة الأزهر
عبد العليم محمود فرج حسن
في زمن تكالب عليه الكثيرون من الحاقدين على الأزهر؛ جاء هذا النظم ليرد الأمور لنصابها، فيبين مكانة الأزهر عبر التاريخ المعمور بالنصر الدؤوب.
- التصنيفات: الشعر والأدب -
ألا خَـــلِّ عــنـكَ الــلَّـومَ فـالـخَطْبُ أَكْـبَـرُ *** وهـــــذا أَوَانُ الـــعُــذْرِ، والـــحُــرُّ يَــعْــذرُ
وهــــذا أَوَانُ الــنَّـصـرِ إنْ كــنــتَ نــاصِـرًا *** لِـمَـن بــات يَـحمِي الـدِّينَ دَهـرًا، ويَـنْصُرُ
هُـــو الأزهـــرُ الـمَـعمُورُ والـمَـجدُ مَـجـدُهُ *** فـحـسبُكَ مِــن مَـجـدٍ، بــهِ الأرضُ تُـزهِـرُ
وحـسـبُكَ مِــن مَـجـدٍ، تَـجَـمَّعت الـدُّنـى *** عــلـيـهِ، فــذَلُّــوا، وهْــــو بــالـعِـزِّ يَـظْـفَـرُ
فــلـو كـــان مَـولـى الـقَـومِ قَـومًـا أكـابـرًا *** فــــمَـــولاهُ ربُّ الــــقَـــومِ، واللهُ أَكـــبـــرُ
بِــــأَيِّ مَــعـانـي الــمَـدح يُــمـدَحُ قَـــدْرُهُ *** وكـــيـــف يُـــوَفَّـــى قَـــــدْرهُ، أو يُـــقَــدَّرُ
ومَـن كـان ذا عـامَين فـي الفَضل لم يَزَلْ *** تُــعَــدُّ لــــهُ الأفــضــالُ، والــعَــدُّ يَــقْـصُـرُ
فـكـيف بِـمَـن قـد عـاشَ أَلـفًا، وفَـضْلُهُ ب *** كُـــلِّ بِــقـاعِ الــشَّـرقِ والــغَـربِ، يُــذكَـرُ
هـــو الـغَـيْـثُ، حــتَـى لا مَــوَاتَ بـأرضِـهِ *** وحــيـثُ يَــكُـون الـغَـيْثُ فـالـجَدْبُ مُـثْـمِرُ
كـــأنَّ رُبُـــوعَ الأرض ء والــنّـاسُ أَقـبَـلَـتْ *** عـلـيـهِ وُفُـــودًا ء مَـسـجِـدٌ، وَهْـــو مِـنـبَرُ
ومـــــا حـــاضِــرُ الأيّـــــام إلا بــأَمْـسِـهـا *** وفــي الأَمْــس مَـجـدٌ كَـم يَـلُوحُ، ومَـفْخَرُ
ومَــــن أَمْــسُــهُ مَــجـدٌ، يُــؤَمَّـلُ عَـــوْدُهُ *** إلـــى مَــجـدِهِ، لـــو أَنَّـــهُ الــيـومَ مُـدْبِـرُ
وكَــــم مُــنـكِـرٍ أَمــــرًا، ولــيــس بـمُـنـكَرٍ *** وإنـــكــارُ أَمــــرٍ لــيــس يُــنـكَـرُ، مُــنـكَـرُ
وكــم غــادِرٍ، يَـأتـيكَ فــي ثَــوب صــادقٍ *** وبــاطِــنُــهُ سُــــــمٌّ، وبـــادِيـــهِ عَــنــبَــرُ
وذو الــغَـدرِ ذو غَـــدرٍ، ولــو غــابَ غــدرُهُ *** ويَـظـهَـرُ يــومًـا بــعـضُ مـــا كــان يُـضْـمِرُ
ومــا عـجَـبٌ مِــن غَــدرِ ذي الـغَدر، إنّـما *** تَــوهُّـمُ بــعـضِ الــقـوم أنْ لــيـس يَـغـدِرُ
ومــــا كــــان مَــكْــرُ الــقــوم إلا مُــدَبَّــرًا *** بــلَــيـلٍ، ومــــا الـشَّـيـطـانُ إلا الــمُـدَبِّـرُ
وذو الـمَـكـرِ، حــتّـى لـــو يَــطُـولُ زمـانُـهُ *** سـيَـهـلـكُ يــومًــا بــالـذي كـــان يَـمْـكُـرُ
فــكــلٌّ يُــجــازَى بــالــذي هُــــو فــاعِـلٌ *** وكـــلُّ امــرئٍ يَـجـني الــذي كــان يَـبـذرُ
ومــا الـدِّيـن إلا الـوحـيُ، لا نـفثةُ الـهوى *** ودِيـــنُ الــهـوى بـالـقُبحِ يُــروَى ويُـسْـطَرُ
وكـــلٌّ لِـــربِّ الـخَـلْـق عَــبْـدٌ، فـمُـسـلِمٌ *** وآخَــــرُ قــــد وَلَّــــى، وكـــلٌّ سـيُـحـشَرُ
فـلـيـس بِـنَـاجٍ غـيـرُ مَــن كــان مُـسـلِمًا *** وكــلُّ امــرئٍ وَلَّــى عــن الـحَـقِّ يَـخسَرُ
وذلــــك حُــكْــمُ اللهِ، لا حُــكْــمُ عَــبْــدِهِ *** فــقُـبِّـح مِــــن عَــبْــدٍ عــلـى الله يُـنـكِـرُ
ومــــا دِيــــنُ مَـــن وَلَّـــى بِـمـانـعِ بِـــرِّهِ *** إذا كـــــان ذا بِــــرٍّ، وذُو الــشَّــرِّ يَــحــذَرُ
وقـــد نَـقَـمـوا مِـــن أزهـــرِ الــيـومِ أنّـــهُ *** يُــعــلِّــمُ مَـــــوروث الــكِــتـاب ويَــنــشُـرُ
ومـــا نَـقَـمـوا إلا الـــذي نَـقَـمـوا عــلـى *** نَــــبــــيٍّ كَــــريـــمٍ، أنّـــــــه يَــتَــطــهَّـرُ
ومـــا نَـقَـموا إلا مِــن الـشَّـرع، والـهُـدى *** ولــــو زَعــمُــوا أنْ قــدَّســوهُ، وأَظــهَـروا
وكــــم زاعــــمٍ قــــولًا، وكَــــذَّب فِــعـلُـهُ *** مَــزاعِــمَـهُ، والـــقَــولُ بـالـفِـعـل يُــخْـبَـرُ
وبَــعـضُ الـــوَرى إنْ قــيـل عــنـهُ مُـفَـكِّرٌ *** فَـــكَــم حــامــلٍ ذَيــــلًا وقــيــل مُــفَـكِّـرُ
ومَــــن غَـــرَّهُ حِــلـمٌ، فـلِـلـحِلم غَـضـبَـةٌ *** تَــجِــفُّ بــهــا أَوهـــامُ قـــومٍ، وتُـكْـسَـرُ!