لم يخلقنا للهو أو لعب
أبو الهيثم محمد درويش
يعطي الكثير الكثير و يطلب من العباد فقط أن يعترفوا بهذا الفضل و يفردوه بالعبادة و يدوروا مع منظومة الكون المسبح بحمده المنزه له عن كل نقص و عيب .
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ } [ الأنبياء 16 - 17] .
- التصنيفات: التفسير -
لم يخلق سبحانه السماوات و الأرض عبثاً أو لهواً أو لعباً
خلق كل الكون ليسبح بعظمته و يعترف بوحدانيته و يقر بروبيته و يفرده في ألوهيته
يعطي الكثير الكثير و يطلب من العباد فقط أن يعترفوا بهذا الفضل و يفردوه بالعبادة و يدوروا مع منظومة الكون المسبح بحمده المنزه له عن كل نقص و عيب .
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ } [ الأنبياء 16 - 17] .
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى أنه ما خلق السماوات والأرض عبثا، ولا لعبا من غير فائدة، بل خلقها بالحق وللحق، ليستدل بها العباد على أنه الخالق العظيم، المدبر الحكيم، الرحمن الرحيم، الذي له الكمال كله، والحمد كله، والعزة كلها، الصادق في قيله، الصادقة رسله، فيما تخبر عنه، وأن القادر على خلقهما مع سعتهما وعظمهما، قادر على إعادة الأجساد بعد موتها، ليجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
{لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا} على الفرض والتقدير المحال { لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} أي: من عندنا {إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} ولم نطلعكم على ما فيه عبث ولهو، لأن ذلك نقص ومثل سوء، لا نحب أن نريه إياكم، فالسماوات والأرض اللذان بمرأى منكم على الدوام، لا يمكن أن يكون القصد منهما العبث واللهو، كل هذا تنزل مع العقول الصغيرة وإقناعها بجميع الوجوه المقنعة، فسبحان الحليم الرحيم، الحكيم في تنزيله الأشياء منازلها.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن