رحيل اليهود

مدحت القصراوي

دار الزمان دورته لتصبح مواجهة هذا الكيان الجرثومي العفن والذي لا يعيش اليوم إلا في بيئة موت ودمار وفرقة، واستبداد وانتهاك وسجون، وفقر ومجاعات، وجفاف وخوف، وانحلال وإلحاد فيما حولها.. كيان يفزع من هوية الإسلام للمنطقة، ومن حرية الشعوب وتنميتها وتقدمها واحترام أبنائها، وتخشى سقوط المستبدين واللصوص الذين يخدمونه...!

  • التصنيفات: اليهودية والنصرانية -

عندما تتدبر في سورة الأحزاب تجد أن الله تعالى ذكر في رد المشركين من الأحزاب، والمنافقين من الداخل.. ذكرهم تعالى وذكر مواقفهم في سبع عشرة آية.

 

وبعد رحيل هؤلاء ومعالجة المواقف الداخلية للمؤمنين، وللمنافقين ومرتابي القوب، وذِكْر ردّهم تعالى لهم على أعقابهم؛ بعد ذلك ذكر تعالى رحيل الخائنين من يهود بني قريظة في آيتين لا أكثر.

 

واليوم دار الزمان دورته وعادت الأمور بنفس المأخذ؛ كيان عفن، منعزل ومتقوقع، يبحث عن مصالح للقوى المشركة في البيئة الإقليمية والعالمية تكون لها مصلحة في دعمه وبقائه، ليحتمي بها.. وعندما يحتمي بها يبدأ في بث سمومه وعفنه، ليقوم بدور الجراثيم في تحليل أنسجة البيئة التي تعيش فيها إذ إنها لا تعيش إلا في جو غير صحي وغير طبيعي.. جو عفن وأجواء موت لمن حولها لتعيش هي.. فهي تخاف الشمس وتخشى النور والهواء، وتفزع من الحرية والحياة للآخرين.

 

دار الزمان دورته لتصبح مواجهة هذا الكيان الجرثومي العفن والذي لا يعيش اليوم إلا في بيئة موت ودمار وفرقة، واستبداد وانتهاك وسجون، وفقر ومجاعات، وجفاف وخوف، وانحلال وإلحاد فيما حولها.. كيان يفزع من هوية الإسلام للمنطقة، ومن حرية الشعوب وتنميتها وتقدمها واحترام أبنائها، وتخشى سقوط المستبدين واللصوص الذين يخدمونه...!

 

تصبح مواجهة هذا الكيان ووجوده رقما ضئيلا بعد مواجهة تلك القوى الإقليمية والعالمية.. لا للقضاء عليها بل مجرد امتلاك القوة الذاتية للمسلمين والقدرة على رد العدو والاستعصاء عليه، ليبقى هذا الكيان الإجرامي بلا داعم، وتنقطع صلة المصلحة مع القوى (الكبرى) وتظهر قوته الحقيقية.. وعندها{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: 27].. ثم يحق وعد الله تعالى{لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء: 7].

 

إن اليوم فرقة وانقلاب، وسيطرة المجرمين وتحكم الفاسدين، وتوجيه المنافقين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، وتأخير المؤمنين والمخلصين، وخفة العقول وسفاهة الأحلام، وسقوط رموز مكذوبة ومخدوعة تظن نفسها توجِّه وهي خراب! وتظن نفسها واعية وهي في غيبوبة.. إن الصهاينة اليوم جزء من معركة نجحوا في التلاحم مع قوى مختلفة وأحقاد وانحرافات ولصوصية وظلام وتآمر وحروب وكوارث وتفتيت وإبادة وتهجير وتشريد.. ولهذا تصبح مواجهته جزءا من كل، وأن يوضع هذا البعد في التفكير للخروج من التبعية وتحقيق إرادة الأمة وتصحيح خط التاريخ.. وإنا على ثقة في الصباح بإذن الله..