هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ

أبو الهيثم محمد درويش

يحاول فصل أسباب السماء عن الأرض أو يحاول منع نصر الله لأوليائه فليفعل و لينظر هل سينجح في منع أمر الله ؟؟ و هيهات , فالله غالب .

 { مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}   [الحج 15]

  • التصنيفات: التفسير -

من ظن بالله ظن السوء أن الله لن ينصر رسوله و أولياءه في الدارين فظنه باطل .

و لو فعل ما يستطيع من الحيل و الكيد و مد حبالاً إلى السماء ثم ظل يقطع فيها ليحاول فصل أسباب السماء عن الأرض أو يحاول منع نصر الله لأوليائه فليفعل و لينظر هل سينجح في منع أمر الله ؟؟ و هيهات , فالله غالب .

 { مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}   [الحج 15]

قال السعدي في تفسيره :

أي: من كان يظن أن الله لا ينصر رسوله، وأن دينه سيضمحل، فإن النصر من الله ينزل من السماء  {فَلْيَمْدُدْ}  ذلك الظان {بِسَبَبٍ } أي: حبل {إِلَى السَّمَاءِ } وليرقى إليها { ثُمَّ لِيَقْطَعْ }النصر النازل عليه من السماء .

{فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ} أي: ما يكيد به الرسول، ويعمله من محاربته، والحرص على إبطال دينه، ما يغيظه من ظهور دينه، وهذا استفهام بمعنى النفي وأنه، لا يقدر على شفاء غيظه بما يعمله من الأسباب.

ومعنى هذه الآية الكريمة: يا أيها المعادي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الساعي في إطفاء دينه، الذي يظن بجهله، أن سعيه سيفيده شيئا، اعلم أنك مهما فعلت من الأسباب، وسعيت في كيد الرسول، فإن ذلك لا يذهب غيظك، ولا يشفي كمدك، فليس لك قدرة في ذلك، ولكن سنشير عليك برأي، تتمكن به من شفاء غيظك، ومن قطع النصر عن الرسول -إن كان ممكنا- ائت الأمر مع بابه، وارتق إليه بأسبابه، اعمد إلى حبل من ليف أو غيره، ثم علقه في السماء، ثم اصعد به حتى تصل إلى الأبواب التي ينزل منها النصر، فسدها وأغلقها واقطعها، فبهذه الحال تشفي غيظك، فهذا هو الرأي: والمكيدة، وأما ما سوى هذه الحال فلا يخطر ببالك أنك تشفي بها غيظك، ولو ساعدك من ساعدك من الخلق. وهذه الآية الكريمة، فيها من الوعد والبشارة بنصر الله لدينه ولرسوله وعباده المؤمنين ما لا يخفى، ومن تأييس الكافرين، الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره، ولو كره الكافرون، أي: وسعوا مهما أمكنهم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن