بين المهدية و الإثنى عشرية
أحمد علوان
اتسم الجميع بسمات واحدة، فالشِّيَعة –مهديون أو اثنا عشرية- يحرفون الكلم عن مواضعه، سواء كان من القرآن أو من السنة
- التصنيفات: الملل والنحل والفرق والمذاهب -
ويتلخص الفارق بينهما النقاط التالية:
الأولى: توافق عقائد المهديين مع الاثني عشرية، فالفريقان اعتقدوا الإمامة والعصمة والغيبة والتقية والظهور والرجعة والبداء والطينة والظهور، فجاء اللاحقون بنفس ما اعتقده السابقون، فإذا كان الإمامية تعتقد الإمامة وتوجبها فكذا المهديون أوجبوها، وكما أن الإمامية اشترطت العصمة في الإمام، فالمهديون قالوا بعصمة اليماني، ثم تأتي العقائد الأخرى بالمفهوم والمضمون نفسه، في التقية والبداء والطينة، وغيرها، حيث المنبع واحد.
الثانية: اتسم الجميع بسمات واحدة، فالشِّيَعة –مهديون أو اثنا عشرية- يحرفون الكلم عن مواضعه، سواء كان من القرآن أو من السنة، وإذا وجدوا نصاً في الكتاب أو السنة، أو كلاماً لأحد علماء أهل السنة يقوى مسألة، أو يساند فهماً، زخرفوه وزينوه للاستدلال به، فاللعب بالنصوص وسوء فهم المنقول قد أضلوا فيه ومن ثم ضلت العقول.
الثالثة: اشتعلت الحرب الكلامية والدعوية بين المهديين والإمامية، وكل فريق يكذب الآخر، ويعتبره منحرفاً عن منهج آل البيت والأئمة، فالاثنا عشرية حكمت على اليماني بأنه دجال وكذاب ويجب لعنه، واليماني يشنع بالمرجعية الشيعية ويتهمها بأنها أقرب إلى ما يحدث في الكنيسة، من نفوذ وسلطان واستغلال النفوذ، وجمع الأموال بغير وجه حق، واعتبرهم علماء سوء منافقين.
الرابعة: كثرت ردود الشِّيَعة على دعوة اليماني، ما بين فتوى للمرجعية والمؤسسة الدينية، وما بين مقالات تنشر وبيانات تذاع على عموم الشِّيَعة تحذرهم من تلك الدعوة، أو استخدام مواقع الانترنت الشيعية للرد على ما تضمنته الدعوة اليمانية، ومن وسائل الرد على اليماني، تأليف الكتب لمناقشة مضامين وأهداف دعوة اليماني، ومن أول وأبرز من ألف في ذلك: الشيخ علي الكوراني حيث ألف كتاباً، اسمه(دجال البصرة).
الخامسة: إن دعوة اليماني برهنت على التناقض العميق لدى الشِّيَعة، فاليماني أسس دعوته على روايات وردت عن آل البيت ومنسوبة للأئمة، فالفكرة اليمانية لها جذور في كتب الشِّيَعة، وفي هذا دلالة على المخابط التي يعيشون فيها، وأن الأصول التي قامت عليها المذهب مضطربة ومتناقضة، حيث إنها ليست عن آل البيت كما زعموا، بل هي من عند أنفسهم، أو من عند من يتعمد هدم هذا الدين، فالمصدران الأساسيان: هما القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، فلما حرفوا القرآن وصرفوه عن معناه، وأنكروا كثيراً من السنة، فماذا ننتظر غير ما نراه من ضلالة سعيهم، وهدم عقيدتهم.