وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ
أبو الهيثم محمد درويش
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } [الحج 49 - 51 ] .
- التصنيفات: التفسير -
أهل زماننا في أشد الحاجة لمراجعة هذه الآيات:
الله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم بتوضيح مهمته و كونه نذير من الله لأهل الأرض , ثم قسمهم إلى فريقين :
فريق استجاب فاستحق الجنة .
و فريق عاند و تعاون على إبطال الرسالة و تشويهها و نفي أدلتها الواضحة و ظنوا أنهم سيعجزون الله بعقولهم النيرة و سيفحمون رسله و أتباعهم و هم لا يدرون أنهم بفعلهم هذا يسعون جهدهم لاستحقاق الجحيم .
فإياك أن تغتر بهؤلاء المعاندين المتعاونين على تشويه الرسالة و الرسول و أتباعه إلى يوم الدين .
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } [الحج 49 - 51 ] .
قال السعدي في تفسيره :
يأمر تعالى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الناس جميعا، بأنه رسول الله حقا، مبشرا للمؤمنين بثواب الله، منذرا للكافرين والظالمين من عقابه، وقوله: {مُبِينٌ } أي: بين الإنذار، وهو التخويف مع الإعلام بالمخوف، وذلك لأنه أقام البراهين الساطعة على صدق ما أنذرهم به، ثم ذكر تفصيل النذارة والبشارة فقال: {فَالَّذِينَ آمَنُوا} بقلوبهم إيمانا صحيحا صادقا {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } بجوارحهم {في جنات النعيم } أي: الجنات التي يتنعم بها بأنواع النعيم من المآكل والمشارب والمناكح والصور والأصوات والتنعم برؤية الرب الكريم وسماع كلامه والذين كفروا و جحدوا نعمة ربهم وكذبوا رسله وآياته فأولئك أصحاب الجحيم أي: الملازمون لها، المصاحبون لها في كل أوقاتهم، فلا يخفف عنهم من عذابها ولا يفتر عنهم لحظة من عقابها.
قال الطبري :
الذين سعوا في آياتنا معاجزين: يقول: وكي يثيب الذين عملوا في إبطال أدلتنا وحججنا معاونين يحسبون أنهم يسبقوننا بأنفسهم فلا نقدر عليهم {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ} يقول: هؤلاء لهم عذاب من شديد العذاب الأليم، ويعني بالأليم: الموجع.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن