عيسى و مريم و مآلات الأمور
أبو الهيثم محمد درويش
{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } [ المؤمنون 50] .
- التصنيفات: التفسير -
هكذا الأولياء و الربانيون مهما قابلوا من ابتلاءات فالمآلات إلى خير و أي خير .
لو تأملت ابتلاء مريم الصديقة العفيفة و ما قوبلت به من اتهام هي منه براء ثم ما آلت إليه الأمور من ذيوع عفتها و براءتها حتى أصبحت مما يتندر به أهل الأرض عبر التاريخ , و ما أكرمها الله به من حملها في أحد آياته و واحد من أكرم رسله و أعلاهم منزلاً لاطمئن قلبك إلى نصر الله لأولياءه و لو بعد حين و لعلمت يقيناً حسن مآلات المؤمنين في الدنيا و الآخرة .
{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } [ المؤمنون 50] .
قال السعدي في تفسيره :
أي: وامتننا على عيسى ابن مريم، وجعلناه وأمه من آيات الله العجيبة، حيث حملته وولدته من غير أب، وتكلم في المهد صبيا، وأجرى الله على يديه من الآيات ما أجرى، {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ } أي: مكان مرتفع، وهذا -والله أعلم- وقت وضعها، {ذَاتِ قَرَارٍ} أي: مستقر وراحة { وَمَعِينٍ } أي: ماء جار، بدليل قوله: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ } أي: تحت المكان الذي أنت فيه، لارتفاعه، { سَرِيًّا } أي: نهرا وهو المعين {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا}
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن