أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا

أبو الهيثم محمد درويش

{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }   [المؤمنون 115 - 116] .

  • التصنيفات: التفسير -

من أفسد الظنون الظن بعبثية خلق الله للكون و أن الأمر بلا حساب و لا جزاء , و عليه فالحياة فرص ينتهبها من ينتهبها ثم ستنتهي و قد نال من نال من الملذات و حرم من حرم بلا بعث و لا جزاء , و بلا أدنى علاقة بالخالق العظيم سبحانه .

فكانت رسالة الله للجميع بكل وضوح :

 {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }   [المؤمنون 115 - 116] .

قال السعدي في تفسيره :

أي:  { أَفَحَسِبْتُمْ }  أيها الخلق  {أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا }  أي: سدى وباطلا تأكلون وتشربون وتمرحون، وتتمتعون بلذات الدنيا، ونترككم لا نأمركم، ولا ننهاكم ولا نثيبكم، ولا نعاقبكم؟ ولهذا قال:  { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ }  لا يخطر هذا ببالكم ، {فَتَعَالَى اللَّهُ }  أي: تعاظم وانتفع عن هذا الظن الباطل، الذي يرجع إلى القدح في حكمته. {الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }  فكونه ملكا للخلق كلهم حقا، في صدقه، ووعده، ووعيده، مألوها معبودا، لما له من الكمال {رَبُّ الْعَرْشِ الكريم } فما دونه من باب أولى، يمنع أن يخلقكم عبثا.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن