حتى العدو يحتاج إلى ثباتك على الحق!

مدحت القصراوي

قد يغضب الناس في بلادنا، أو في الشرق والغرب، من بيان الحق، لكنهم أحوج ما يكونون اليه، وأعظم ما نقدمه لهم هو احتفاظنا بالحقيقة وأداؤنا لها إليهم كما هي؛ فإن طلبها طالب وأرادها تائب وعاد اليها شارد؛ وجد الأمانة محفوظة ومعالم الطريق واضحة، ولو كانت قد روتها دماء ورفرفت حولها أرواح وأنفقت في سبيلها أعمار..

  • التصنيفات: اليهودية والنصرانية - العقيدة الإسلامية -

كثيرا ما يغفل أصحاب توجهات التبرير حقيقة ضخمة جدا، وهي أنه وإن ضاق الناس بالحق أحيانا، أو ضاقوا من بيانه، فلنعلم أن أفضل ما نعطيه للبشرية وأغلى ما نملكه هو أن نؤدي الحق كما هو، كما أنزله الله وبلغه رسوله وأقامه هو وصحبه الكرام، حتى إذا فاء من فاء وأراد أن يهتدي وجد الطريق محفوظا وواضحا، ولو ضحى من أجله من ضحى، فقد ضحى ليبقي له الطريق إن عاد بعد شرود.. ولهذا فإن تكلفة الوقت الآنية لها ثمرة عظيمة باقية، بينما الراحة العاجلة تورث تيه الطريق وضلال المعالم وفقدان البوصلة وفقدان الحق.

 

اليهود والنصارى سلكوا الطريق الثاني؛ فلما أراد أن يعود منهم من أراد لم يجد الطريق نفسَه..!

 

بينما سلك الرسل والأنبياء، والرِّبيون الذين قاتلوا مع الرسل، وحواريو الرسل، ومحمد وأصحابه.. سلك هؤلاء الكرام الطريق الأول، فأظهروا الحق ولو دفعوا له ثمنا باهظا.

 

قد يغضب الناس في بلادنا، أو في الشرق والغرب، من بيان الحق، لكنهم أحوج ما يكونون اليه، وأعظم ما نقدمه لهم هو احتفاظنا بالحقيقة وأداؤنا لها إليهم كما هي؛ فإن طلبها طالب وأرادها تائب وعاد اليها شارد؛ وجد الأمانة محفوظة ومعالم الطريق واضحة، ولو كانت قد روتها دماء ورفرفت حولها أرواح وأنفقت في سبيلها أعمار.. إنه حق البشرية علينا، وإن كرهت.. وسيعرف هذه القيمة الضخمة من تاب منهم، وسيقر بها من أنصف، وسيبوحون بها جميعا يوم القيامة؛ ولو في النار!.

 

فاللهم ربنا أدخلنا مُدخل صدق، وأخرجنا مخرج صدق، واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا، واجعل اللهم لهذا الدين من ينصره ويؤديه كما أنزلته، وافتح اللهم به أعينا عُميا وآذنا صُما وقلوبا غُلفا.. والله المستعان.