خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا
أبو الهيثم محمد درويش
{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا } [الفرقان 24]
- التصنيفات: التفسير -
بينما يعاني أصحاب النار من سوء المستقر و المصير , تتعالى أفراح أهل الجنة بخير مستقر , و يالله العجب : لو ترى استهزاء المكذبين أعداء الشرائع المستكبرين على رسالات الله و أوليائه و هم يفرحون بدنياهم و يكتفون بها و يحتقرون أولياء الله و كأنهم يعلنون بلسان حالهم عدم حاجتهم إلى الله .
كانوا في متسع يتيح لهم تجنب هذا المصير السيء فهل يتعظ من لازالت الفرص متاحة أمامه ؟
قال تعالى :
{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا } [الفرقان 24]
قال السعدي في تفسيره :
أي: في ذلك اليوم الهائل كثير البلابل {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ } الذين آمنوا بالله وعملوا صالحا واتقوا ربهم { خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا } من أهل النار {وَأَحْسَنُ مَقِيلًا } أي: مستقرهم في الجنة وراحتهم التي هي القيلولة، هو المستقر النافع والراحة التامة لاشتمال ذلك على تمام النعيم الذي لا يشوبه كدر، بخلاف أصحاب النار فإن جهنم ساءت مستقرا ومقيلا وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل، فيما ليس في الطرف الآخر منه شيء لأنه لا خير في مقيل أهل النار ومستقرهم كقوله: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ}
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن