وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا
أبو الهيثم محمد درويش
{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } [الفرقان 51 - 52]
- التصنيفات: التفسير -
الله تعالى قادر على إرسال الرسل إلى جميع المجتمعات و في سائر الأوقات , و لكنه شاء سبحانه أن يجعل رسالة خاتم الأنبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم رسالة عامة للناس عربهم وعجمهم و فرض عليهم الدعوة إليه فقام الدعاة و العلماء مقام التبليغ عن رسول رب العالمين صلى الله عليه و سلم .
و لن يضره و لن يضر أتباعه كفر الكافرين أو عناد المعاندين أو استكبار المستكبرين , طالما تسلحوا بكلمات الله و ثبتوا على الإيمان بها و تطبيقها و الدعوة إليها .
{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } [الفرقان 51 - 52]
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى عن نفوذ مشيئته وأنه لو شاء لبعث في كل قرية نذيرا، أي: رسولا ينذرهم ويحذرهم فمشيئته غير قاصرة عن ذلك، ولكن اقتضت حكمته ورحمته بك وبالعباد -يا محمد- أن أرسلك إلى جميعهم أحمرهم وأسودهم عربيهم وعجميهم إنسهم وجنهم.
{فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ } في ترك شيء مما أرسلت به بل ابذل جهدك في تبليغ ما أرسلت به. { وَجَاهِدْهُمْ } بالقرآن {جِهَادًا كَبِيرًا } أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت فابذل جهدك واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن