عبادة البذل
البذل يأخذ معاني كثيرة( بذل المال –بذل النفس - بذل الصحة – بذل الجهد – بذل القوة – بذل العلم – بذل الجاه – بذل السلطان – بذل الوقت – بذل الذكاء – بذل الأبتسامة – بذل الخير .....).
- التصنيفات: فقه العبادات - تربية النفس - تزكية النفس -
قال تعالي: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم} .
البر : قيل هي الجنة.
بذل الشىء: أعطيته وجُدْتُ به وهو الجود والسخاء وهي العطاء.
والبذل يأخذ معاني كثيرة( بذل المال –بذل النفس - بذل الصحة – بذل الجهد – بذل القوة – بذل العلم – بذل الجاه – بذل السلطان – بذل الوقت – بذل الذكاء – بذل الأبتسامة – بذل الخير .....).
أخي الكريم... أذا كنت تقوم بطاعات بإختيارك سواء نهاراً أو ليلاً غير الفروض و الزكاة المفروضة أو تلتزم بمظهر إسلامي معين أو تلتزم بسنة مثل اللحية وجلبلب قصير فهذه أشياء محبوبة للنفس وعائدها يقع عليك (فقط )وليس لها مردود علي الآخرين إلاإذا أخرجت منك سلوكيات طيبة مع الناس جميعاً ومع مخلوقات الله ولكن هناك أشياء ممكن أن تقوم بها عائدها عليك عظيم الأجر وتعود علي الآخرين بالخير منها.
بَذل المال : عندما يُنعم الله علي عبدٍ بمالٍ وفير يفيض ويفيض ويزداد ويزداد أضعاف ما في يديه فلا تقول لي أن الله أعطاك هذا المال( لتكنزه) ثم لايجد هذا المال طريقاً لفقير أو مسكين أو معدم أو مريض يحتاج لدواء أو لأسرة تلتحف السماء أو لولد لايستطيع أن يصرف علي دراسته وهكذا ..... ثم تقول أنا أصلي وأصوم وأعتمر وأحج أكثر من مرة 5أو 6 مرات أو تعتمر كل عام لو أن هذا تفكيرك فالله لايحتاج منك كل هذا فالله لم يأمرك أن تحج أكثر من مرة أو أن تعتمر أكثر من مرة وجارك جائع أومريض يحتاج علاج أو أسرة معيلة تحتاج من يصرف عليها أو سبيل في الطريق تعطل أو أسرة مات عائلها ولا تجد من يعينها علي نوائب الدهر وغيره. الله كما أمرنا بإقامة الفروض أمرنا بالتعاون في الخير ....
قال تعالي : {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
بذل النفس : من أعظم أنواع البذل وهو أن تضحي بنفسك من أجل لا إله إلا الله أو تبذل نفسك رخيصة من أجل إنقاذ فرد أو أكثر أو مجتمع من الهلاك .في الأيام الفائتة سمعت عن الطيار الحربي المصري الذي كان في تدريب وتعطل في الطائرة محرك أو غيره وكان بإمكانه القفز من الطائرة والنجاة ولعلمه أن الطائرة فوق منطقة سكنية فأنتظر حتي خرج من هذه المنطقة بها وهو ويعلم أنه لن ينجو وفعلاً استشهد حيث إنفجرت الطائرة قال تعالي: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23ِّليَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهم وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
بذل الوقت والصحة والجهد : من أجل السعي علي الأرملة والمسكين أو لقضاء حوائج الناس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لئن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا».
بذل الجاه : بعض المصالح لا تُقضَ إلا بوجود أشخاص مجتمعية لها الوجاهه والحضور والتقوى و لثقتهم فيهم تقضى المصالح من غير تعدٍ قال رسول الله (ص):ٍ
«إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ» «من الناس من إختصهم الله لقضاء حوائج الناس».
بذل التبسم : هناك بعض الناس بالرغم أنهم قد يكونوا في محنه ومع ذلك تجدهم عند مقابلتهم للناس للناس وأصدقائهم يُخفي حزنهم لتظل ابتسامته عنوان خلقه
قال رسول الله (ص) : «تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرَّجل في أرض الضَّلال لك صدقة، وبصرك للرَّجل الرَّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشَّوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة».
أنواع البذل كثيرة ولكنها تحتاج إلي نية صادقة عند القيام بها خالصة لله رب العالمين
والله أعلم
أ-جمال جبر