شكرا للدعاية المجانية، وتحية وتقديرا لشعب مصر

ملفات متنوعة

عبارة أعجبتني في محاضرة لشيخ السلفيين (الدكتور/ محمد إسماعيل
المقدَّم- حفظه الله)، في تعليقه على الحملة الإعلامية الجبّارة
لتشويه صورة الدعاة والمصلحين- وخاصة السلفيين- في أوساط المجتمع
المصري...

  • التصنيفات: الفرق والجماعات الإسلامية -


(شكرا للدعاية المجانية)

عبارة أعجبتني في محاضرة لشيخ السلفيين (الدكتور/ محمد إسماعيل المقدَّم- حفظه الله)، في تعليقه على الحملة الإعلامية الجبّارة لتشويه صورة الدعاة والمصلحين- وخاصة السلفيين- في أوساط المجتمع المصري، والذي وصل مدى الإسفاف فيها إلى اختلاق الحوادث، وترويج الأكاذيب، وتلفيق التهم التي لا تخيل على عقل طفل صغير.

في خمس دقائق أستطيع أن أختلق لك عشرات الحوادث، وأنشرها بكل سهولة عن طريق مكالمة هاتفية لبرامج (التوك شو المتلهفة) أو عن طريق مواقع الإنترنت، وأن أنسبها لمن شئت.


-ارحمونا أيها الفتانون، لم يعد الشعب المصري ساذجا، أو طفلا صغيرًا تلعبون في عقله بقطعة حلوى أو مصاصة جيدة الصنع والتغليف.


-الشعب المصري العظيم أثبت لسياسييه، ومنظريه، ومتقعريه، ومتشدقيه، ومتفيهقيه، ومتفلسفيه، وإعلامييه، ومتثقفيه، ومتنويريه، وحداثييه، ومستعليه، ومدعي الحكمة، وجلسائهم؛ أنه أوعى وأذكى منهم فهو لا يتقن فن المراوغة، ولا الترقيص في منتصف الملعب، ولا اللف، ولا الدوران.

-شعب قد وعى وعقل ولديه فراسة يعرف بها الصادق من الكاذب، ويعرف بها بائع الذهب النفيس من بائع الخردة المطلية بالذهب، فما بالكم لو كانت خردة صدئة؟!!


-الشعب المصري الذكي الذي يعرف أن السياسة كما يعرِّفها السياسيون(فن الممكن)، ولذا فهو يعرف واجب الوقت أكثر منهم و يعرف حاجة البلد إلى الاستقرار أكثر منهم، ويعرف دينه ببساطة المؤمن وإيمان البسطاء أكثر منهم، يعرف أن الله واحد لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيحب الله من قلبه- وإن قصّر في بعض ما يريده الله منه- ويحب رسوله ( صلى الله عليه و سلم) وآل بيته وصحابته الكرام- وإن خالفت بعضُ أفعاله أقوالَه، حتى إنه يحب التابعين لهم بإحسان من علماء المسلمين الذين سطروا بأحرف من ذهب أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) وسنته، حتى إنه يعتبر المصريون عامة أن الخطأ في (البخاري) خطًا أحمر، فيقول أحدهم- بدون تكلف حين يعاتبه أحد على خطإ ارتكبه: (هو يعني أنا غلطت في البخاري) فما بالكم بالرسول الأعظم والنبي الأكرم وصحابته الميامين الأبرار؟!!
وتراه يصلي و يصوم و يتصدق بقدر ما عنده، فتعطي المرأة البسيطة لجارتها عن طيب نفس منها كسرة خبز أو مزقة لبن- قد تكون هي كل ما تملك- وتقول لها : معلهش؛ جهد المقل، و لا أنسى امرأة طيبة سمعتها تقول لأولادها: (اللُّقم تمنع النِّقم).

-الشعب المصري الذي من أعظم أمانيه أن يمكنه الله من زيارة بيته الحرام حاجا أو معتمرا، ويدخر القرش على القرش لذلك، وحين يغضب يقول: (حسبي الله و نعم الوكيل)، وحين يرضى يقول: (الحمد لله رب العالمين)، وحين يأكل يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وحين ينتهي من طعامه يقول: (الحمد لله، اللهم ديمها(أدمها) نعمة واحفظها من الزوال)- وقد يكون ما أكل إلا طعاما خشنا، عيشا وجبنا وفولا وحزمة فجل- وحين يخرج من بيته ليسعى على رزق عياله يقول: (يا فتاح، يا عليم، يا رزاق، يا كريم)، ويبدأ في عمله الشاق، يقول: (استعنا على الشَقَى(التعب والنصب) بالله).


- الشعب المصري الأصيل الذي يشكر المعروف لصاحبه ويجازي على المعروف معروفا ويعرف أنّ من يعامله بحسن خلق ينبغي أن يبادله حسنا بحسن، حتى ولو كان على غير دينه.


- ذكرني بعضهم (ببرنامج النادي الدولي) قديما حين استضاف مقدِّمه (سمير صبري) رجلا طيبا فطريا من شعب مصر، فيقول له:" كم عندك من الأولاد؟" فأجابه الرجل بتلقائية- وهو لا يدري ما وراء الأكمة- (7 أولاد )، فيقول المذيع:" وكيف تطعمهم وتكسوهم؟!!، فينطق بالإيمان الفطري في قلبه: (كل واحد بينزل ورزقه معاه وربنا اللّي بيرزق)، والمذيع يلف ويدور والرجل لا تتغير عقيدته في الله أنه هو الرزاق ذو القوة المتين ... هذا هو شعب مصر.


- الشعب المصري يعرف المحبّ له من مدعي المحبة، يعرف من بكى ممن تباكى، يستطيع أن يفرّق وبسهولة وبفراسة المؤمن بين النائحة الثكلى و النائحة المستأجرة.


- أيها المريدون الوصاية على شعب مصر، لقد خرج الشعب المصري من قمقم التهميش والتنظير والوصاية والاستعلاء عليه من أقوام لا يقدرونه حق قدره، ولا ينظرون إلا لأنفسهم، ولا يرونه إلا مطية لتحقيق أغراضهم؛ أقوام إن لم يتحقق لهم ما يريدون اتهموه في عقله و أنه مغيب و مخدر بدينه- الذي هو أغلى عنده من نفسه- و أنه ملعوب به و مقاد كما يقاد القطيع.


- لقد سئم الشعب من هؤلاء جميعا، ووثق في ربه أولا ثم في عقله و قدراته، ولن يستطيع أحد أن يدخل هذا المارد الذي خرج من سجنه إلى القيد مرة أخرى.


- أليست (الديمقراطية) أن يعرض كل واحد منهجه وفكره، وترك الناس تختار بين المناهج؟!! أم إن (الديمقراطية) هى اللعب غير الشريف، وتحت الطاولة، والدس، والغمز، واللمز، والكذب، والخداع؛ اعرضوا بضاعتكم جميعا وليكن ما يكون.


لقد أثبتم أيها الخائفون والمنزعجون من الإسلام أن الإسلاميين قوة لا يستهان بها و قد أقضوا مضاجعكم، وأزعجوكم، وأنزلوكم من عروشكم الكرتونية دون أن يتكلفوا ما تتكلفون و دون أن يملكوا ما تملكون، وصنعتم لهم مجدا لو أنفقوا ما في الأرض جميعا ما استطاعوا أن يصنعوه.


- إن الدعاة والمصلحين من المسلمين يتقدمون لكم بالشكر على ما أسديتموه لهم من دعاية- هم لها سابقون بأفعالهم في الشارع وفي وسط الناس، وحبهم لبلدهم مصر العزيزة وللناس، وحب الخير لهم، ونصحهم، وإرشادهم، وتعليمهم أمور دينهم، وبذل الإخلاص لهم، والناس تعرف ذلك منهم .. فهل يصدقون كذبكم، وهل ينطلي عليهم خداعكم؟!!!.


- لقد كان ينقص أعمال الدعاة و المصلحين الخيّرة- و خاصة السلفيين- في الدعوة إلى الله، وتقديم الخير لمصر وأهلها على مدار السنين أن تظهر إعلاميا فقيد الله لها هؤلاء، كما قال الشاعر:
 

وإذا أراد اللهُ نشرَ فضيلةٍ طُويتْ *** أتاح لـــها لســــانَ حســــــــودِ

لولا اشتعالُ النار فيما جاورت *** ما كان يُعرَف طِيبُ عَرْف العُودِ


فشكرا للدعاية المجانية.


تحية شكر و تقدير (للمجلس الأعلى للقوات المسلحة) الذي أثبت أنه من الشعب المصري الأبيّ أبا وأخا وابنا بارّا لهذا الشعب العظيم، فأعلن البيان الدستوري الذي أغلق به الباب على كل مدّع متدثر بعباءة الوطنية ولحاف الحرص على مكتسبات الثورة، في المساس بهوية مصر العربية الإسلامية دينا ولغة وثقافة ومرجعية ومصدرًا أعلى للتشريع مهيمنا على ما دونه من المصادر وياليتها تُفّعّل على أرض الواقع فيكون لمصر شأن آخر!!!.


- فليلتئم شملنا ولتستقر مصرنا؛ لنبدأ مرحلة البناء والنماء، ولا ننسى- إخوتنا- ملايين المصريين الفقراء الذين يكسبون قوت يوم بيوم، وقد طحنهم عدم الاستقرار و حرمهم من كسب عيشهم، و نرجو من المشغبين أن يهدأوا إن كانوا حقا محبين لمصر ولا يكونوا عونا للمتربصين بنا من حيث لا يشعرون أو يشعرون.

صلاح الطنبولي
 

المصدر: موقع جريدة المصريين