وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ

أبو الهيثم محمد درويش

{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)} [ الشعراء]

  • التصنيفات: التفسير -

أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم بالتبليغ و إنذار الأقربين و دعوتهم بالحسنى , و إعلامهم أن بعد الموت بعث و حساب و جزاء , و أنه ثم جنة أو نار .

و أمر آخر بالتواضع لكل مؤمن و خفض الجناح و الابتعاد عن الكبر و التعالي على كل من آمن بالله رباً و اتبع الرسول صلى الله عليه و سلم .

فإن عصوك فأعلمهم ببراءتك التامة منهم و من شركهم و مخالفتهم لأمرك .

و علق قلبك و اجعل توكلك على الله وحده لا شريك الله , الذي يحفظك بحفظه و الذي اصطنعك على عينه التي لا تنام و يرى كل أحوالك لا تخفى عنه خافية .

{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)} [ الشعراء]

قال السعدي في تفسيره :

" {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} "

وحذِّر - أيها الرسول - الأقرب فالأقرب مِن قومك , مِن عذابنا , أن ينزل بهم.

" {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} "

وأَلِنْ جانبك وكلامك تواضعًا ورحمة لمن ظهر لك منه إجابة دعوتك.

" {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} "

فإن خالفوا أمرك ولم يتبعوك , فتبرَّأ من أعمالهم , وما هم عليه من الشرك والضلال.

" {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} "

" {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } "

" {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} "

" {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} "

وفَوِّضْ أمرك إلى الله العزيز الذي لا يغالَب, الرحيم الذي لا يخذل أولياءه , وهو الذي يراك حين تقوم للصلاة, وحدك في جوف الليل , ويرى تقلُّبك مع الساجدين في صلاتهم معك قائمًا وراكعًا وساجدًا وجالسًا, إنه- سبحانه- هو السميع لتلاوتك وذكرك, العليم بنيتك وعملك.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن