قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى

أبو الهيثم محمد درويش

{ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ}  [النمل 59]

  • التصنيفات: التفسير -

لله الحمد و الثناء الدائم غير المنقطع على جزيل نعمه و التي أكبرها و أجلها نعمة الإسلام , و من دوام فضائله على عباده تثبيتهم عليها حتى يلقوه مسلمين له مخلصين له الدين ثابتين على صراطه المستقيم , قد ذاقوا جنة الطاعة في الدنيا و استحقوا جنة الآخرة بكرمه و فضله و إحسانه عليهم .

و الثناء و السلام الدائمين على جميع الأنبياء و المرسلين الذين أرسلهم الله رحمة للعالمين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

و براءة إلى الله من كل شرك و مشرك , فأي عقل و أي عاقل يفاضل بين الله تعالى و بين أوثان مخلوقة ؟

قال تعالى :

 { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ}  [النمل 59]

قال السعدي في تفسيره :

أي: قل الحمد لله الذي يستحق كمال الحمد والمدح والثناء لكمال أوصافه وجميل معروفه وهباته وعدله وحكمته في عقوبته المكذبين وتعذيب الظالمين، وسلم أيضا على عباده الذين تخيرهم واصطفاهم على العالمين من الأنبياء والمرسلين وصفوة الله من العالمين، وذلك لرفع ذكرهم وتنويها بقدرهم وسلامتهم من الشر والأدناس، وسلامة ما قالوه في ربهم من النقائص والعيوب.

 {آللَّهُ خَيْرٌ أمَا يُشْرِكُونَ}  وهذا استفهام قد تقرر وعرف، أي: الله الرب العظيم كامل الأوصاف عظيم الألطاف خير أم الأصنام والأوثان التي عبدوها معه، وهي ناقصة من كل وجه، لا تنفع ولا تضر ولا تملك لأنفسها ولا لعابديها مثقال ذرة من الخير فالله خير مما يشركون.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن