تغريدات منتقاة من كتاب كيف تطيل عمرك الإنتاجي؟

وقتك هو حياتك ورأس مالك وبعبارة أخرى هو عمرك فإياك أن تُضيع منه دقيقة واحدة في غير طاعة.

  • التصنيفات: الطريق إلى الله -

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد:
فهذه إخواني المباركين تغريدات منتقاة من كتاب فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم النعيم رحمه الله وقد حرصت على انتقاء ما يهدف له الكتاب وبعضها اختصرت عباراتها لأجل أن تتناسب مع عدد الأحرف المسموح بها في برنامج التواصل الاجتماعي (تويتر) وهذا جهد المُقل، وأسأل الله أن يبارك في الجهود وينفع بالمكتوب وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

 

- يتناول الكتاب باختصار معظم اللأعمال الصالحة التي ثوابها يضيف لك عمرًا إضافيًا ليكون عمرك الإنتاجي من الحسنات أكبر من عمرك الزمني.

- قال صلى الله عليه وسلم:
«من سره أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه» (البخاري:2067) ١- البركة في العمر ٢- الإطالة الحقيقية ٣- الذكر الجميل بعد الموت.

- قال صلى الله عليه وسلم:
«صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار» (السلسلة الصحيحة:519)، «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن» (صحيح الترمذي:2002).

- قال صلى الله عليه وسلم:
«أنا زعيم بيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلقه» (صحيح الجامع:1464)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» (صحيح أبي داوود: 4798).

- إذا أردت أن تصل إلى درجات الصائم القائم في الجنة مختزلاً النصب والمصابرة على الصيام والقيام فما عليك إلا أن تُحسن خُلقك.

- إن التحلي بالخلق الحسن بلسم يجدد حياتك، ويطيل بقاءك، ويثقل حسناتك، فالبدار البدار إليه.

- قال صلى الله عليه وسلم:
«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيُورثه» (البخاري:6015)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره» (مسلم:48).

- فحري بك أخي المسلم أن تكثر زيارة جيرانك فتحسن إليهم وتناصحهم وتعرف لهم حقوقهم؛ لتفوز بطول العمر وكمال الإيمان.

- طرق غير مباشرة لإطالة العمر الإنتاجي: الحرص على الأعمال ١- ذات الأجور المضاعفة ٢- الجاري ثوابها إلى ما بعد الممات.

- ركعتان في الحرم المكي تعدل بفضل الله تعالى مائتي ألف ركعة إذا كنت في غير الحرم تحتاج ١٢ركعة يوميا مدة ٤٦ سنة و٣ أشهر تقريبًا.

- قال صلى الله عليه وسلم:
«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» (مسلم:1395).

- المسافرون في إجازاتهم إلى مكة والمدينة تجدهم لا يصلون سوى الفرائض وقليلًا من النوافل، وما علموا أنهم أهدروا عمرًا إضافيًا من حياتهم.

- قال صلى الله عليه وسلم:
«صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» (مسلم:650).

- ألا يحسن بك أن تتغرب بضع دقائق عن بيتك لتصلي الفريضة في بيت الله ثم تعود إلى بيتك سالمًا غانمًا.

- لا تظن المرأة المسلمة أنها محرومة من هذا الثواب المضاعف فإن صلاتها في بيتها أفضل لها من صلاتها في المسجد ولو كان المسجد النبوي.

- عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدى أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك فقال: 
«قد عَلِمْتُ أنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاةَ مَعي، وصَلاتُكِ في بَيتِكِ خيرٌ لَكِ من صَلاتِكِ في حُجْرَتِكِ، وصَلاتُكِ في حُجْرَتِكِ خيرٌ من صَلاتِكِ في دَارِك، وصَلاتُكِ في دَارِكِ خيرٌ لَكِ من صَلاتِكِ في مسجدِ قَوْمِكِ، وصَلاتُكِ في مسجدِ قَوْمِكِ خيرٌ لَكِ من صَلاتِكِ في مسجدِي» (صحيح الموارد:286).

- من صلى النوافل في بيته يتضاعف أجره خمسًا وعشرين مرة على من صلاها في المسجد أمام الناس ولو كان في الحرمين.

- قال صلى الله عليه وسلم:
«صلاة الرجل تطوعًا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسًا وعشرين» (صحيح الجامع:3821).

- احرص أخي المسلم على أن يكون لك نصيب من صلاة التطوع حيث لا يراك الناس، فإنه أكثر لك أجرًا وأبعد عن الرياء.

-
«من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ، ثمَّ بَكَّرَ وابتَكرَ، ومشى ولم يرْكب، ودنا منَ الإمامِ فاستمعَ ولم يلغُ كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها» (صحيح أبي داوود:345).

- أخي المسلم لو أديت هذه السنن وكانت المسافة التي من منزلك إلى الجامع ألف خطوة على الأقل فسيكتب لك إن شاء الله ثواب ألف سنة.

- المرأة بإمكانها مشاركة الرجال في نيل مثل هذا الثواب حينما تحث زوجها كل أسبوع على التحلي بآداب الجمعة فإن الدال على الخير كفاعله.

- من المعلوم أن الإنسان فيه ٣٦٠ مفصلًا، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على تقديم صدقة يومية عن كل مفصل تعبير عن شكرنا لله على هذه النعمة. كم من الوقت ستحتاجه لكسب مثل هذا العدد من الصدقات (٣٦٠ صدقة) وهي دَيْن عليك يوميًا؟ وهل تستطيع أن تؤديها؟ لكنك لو صليت كل يوم ركعتين من الضحى ستكفيك لسداد دينك اليومي وتوفر عليك وقتك وجهدك. قال صلى الله عليه وسلم:
«يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ. فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ. وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ. وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ. وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ. وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ. ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ. ويجزئُ من ذلك ركعتان يركعُهما من الضحى» (مسلم:720).


- إنها لفرصة عظيمة لمن وجد من وقته وقتًا لأداء هذه الصلاة وهي صلاة الأوابين ليحوز هذا الثواب وبالأخص النساء.

- وأفضل وقت لأدائها عند اشتداد الحر وارتفاع الضحى قال صلى الله عليه وسلم:
«صلاة الأوابين حين ترمض الفصال» (مسلم:748).

- تحجيج عدد من الناس بمالك كل عام قدر الإمكان؛ فلو حجّجت ثلاثة أفراد كل عام تكسب ثواب ثلاث حجات في سنة واحدة.

- صلاة الإشراق؛ قال صلى الله عليه وسلم:
«من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» (السلسلة الصحيحة:3403).

- حضورك لكل درس أو محاضرة تقام في المسجد قال صلى الله عليه وسلم: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يُعلمه كان له كأجر حاج تامًا حجته» (مجمع الزوائد: 1/128).

- الاعتمار في شهر رمضان؛ قال صلى الله عليه وسلم: «فعمرةٌ في رمضانَ تقضي حجَّةً. أو حجَّةً معي» (مسلم:1256).

- قال صلى الله عليه وسلم:
«من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة» (صحيح الجامع:6556). فإن المصلي ما أن يخرج من بيته متطهرًا قد غسل الوضوء ذنوبه إلا وقد وكل له ملائكة تصلي عليه وتستغفر له. وخطواته إلى المسجد إحداهما ترفعه درجة والأخرى تمحو عنه سيئة، ومن فرّط في هذه الأجور فإن حالة أعظم من تفريط السفيه بماله.

- فبادر أخي المسلم بنقل هذه الفضائل إلى مئات بل إلى آلاف الناس الذين يجهلون رحمة الله وكرمه ويتغافلون عن شديد عقابه.

- قال صلى الله عليه وسلم:
«من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة» (صحيح الجامع:6154) فتخيّل كم تحتاج هذه العمرة من وقت وتكاليف بدنية ومالية، وركعتان في مسجد قباء تختزل ذلك الوقت كله، وتكسب بها ثواب عمرة ولله الحمد والمنة. لذا فاحرص إذا شددت الرِحال لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكثر من زيارة مسجد قباء لتكسب أكبر عدد من العُمَر (جمع عمرة).

- عن عبد الله بن عمرو أن رجلًا قال: يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه» (صحيح أبي داوود:643).

- قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم والمؤذن يغفر له مدى صوته ويُصدّقه من سمعه من رطب ويابس وله أجر من صلى معه» (صحيح النسائي:645). لو كان في مسجد منطقتك على الأقل مائة مصلٍ في كل فريضة فإذا كنت مؤذنًا أو مجيبًا للمؤذن فلك ثواب مائة مصل. لا تعجب من فضله الواسع ولكن اعجب من غفلة الناس عن هذا الخير.

- قال صلى الله عليه وسلم:
«لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهمو عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا» (البخاري:615). فيا أخي هل ستقول كما يقول المؤذن؟أم هل ستفوت عليك هذا الأجر اليومي خمس مرات؟لو يعلم الناس بهذاالفضل الكبير من الله لما انشغلوا.

- وأما المرأة فإن لها نصيبًا أيضًا في هذا الجانب الميسر وفي كل الجوانب المذكورة في الكتاب. فإن المرأة المسلمة يمكنها أن تقول كما يقول المؤذن فتكسب ما يكسبه المؤذن أي فتكسب بعدد المصلين في المسجد حجات ولو لم تصل مع الرجال ولو كانت في فترة الحيض والنفاس فلله الحمد والمنة على فضله الواسع.

-
«من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثَالِهَا} اليوم بعشرة أيام» (صحيح الترمذي:762). فما رأيك أن تكسب ثواب صيام عدة أيام في أقل من ساعة وذلك بتفطير الصائمين! يمكنك بها إطالة بالقدر الذي تريد وذلك بتفطير أكبر عدد. قال صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» (صحيح الترمذي:807). بإنفاقك قليلًا من المال يسجل لك ثواب صيام أيام لم تصمها.

- كم ستحتاج من الوقت لتختم القرآن؟ أما تعلم أنك بوقت قصير يمكنك أن تحصل على مثل ثواب ختم القرآن بتكرارك سورة الإخلاص٣مرات. قال صلى الله عليه وسلم:
«أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن؟ فقالوا؟ من يستطيع ذلك؟ قال: أما يستطيع أحدكم أن يقرأ (قل هو الله أحد) فإنها تعدل ثلث القرآن» (البخاري:5015).

- كثيرون منا يعرفون ثواب سورة الإخلاص وأنها تعدل ثلث القرآن، لكنمن منا فكر أن يكسب بهذه السورة ثواب ختم القرآن في اليوم عشرات المرات. أخبر بذلك الأُميِّين من الناس الذين يتمنون أن يختموا القرآن، فأرشدهم إلى هذه السورة العظيمة فليقرؤوها في اليوم عشرات المرات. واعلم أن تكرارك لهذه السورة وحبك لها يدخلك الجنة.
أنَّ رجلًا قال: واللهِ إني لأحبُّ هذه السورةَ
{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: «حبُّكَ إياها أدخلكَ الجنةَ» (أصل صفة الصلاة: 1/401).

- هل تعرف الذكر المضاعف الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم؟ فإنه بحر خضم من الحسنات يغفل عنه كثير من الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته» (مسلم:2726). قال البنا: إنها لو قالت هذه الكلمات الأربع كل كلمة ثلاث مرات لكان ثوابها أكثر من ثواب ما أجهدت نفسها فيه من التسبيح في هذه المدة.

- ترغب في أن تكسب في اليوم الواحد على الأقل ألف مليون حسنة؟ قال صلى الله عليه وسلم:
«من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات، كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة» (صحيح الجامع:6026).

- بعض الناس يتأفف من لجوء الناس إليه لقضاء حوائجهم خاصة إذا كان ذا وجاهة أو مال ولا يدري أن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.
«واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه» (مسلم:2699). إن مجرد أن تقضي لأخيك حاجة قد لا يستغرق أداؤها أحيانًا نصف ساعة فإنه يسجل لك بها ثواب اعتكاف شهر. دقائق تنجز فيها لأخيك حاجته أو تسعى لأرملة يسجل في صحيفتك كأنك اعتكفت سنوات عديدة فكم سنة لم تحيها في الواقع سيُسجل لك ثوابها. الموظف الذي يقابل الجمهور… ليخدمهم وينجز لهم معاملاتهم لو استحضر هذا الحديث واحتسب عمله فكم من السنوات سيسجل له ثواب اعتكافها. فاحرص أخي على قضاء حوائج إخوانك المسلمين ولا سيما من تصيبهم جوائح الحروب والكوارث بتقديم المساعدات الإنسانية لهم. قال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني. ولما مات علي بن الحسين رضي الله عنه وجه بظهره أثرًا مما كان ينقل الُجرب بالليل إلى منازل الأرامل.

- من عظيم بفضل الله تعالى على هذه الأمة القصيرة آجالها أن دلها على أعمال يستمر ثوابها إلى ما بعد الممات. قال صلى الله عليه وسلم:
«رباطُ يومٍ في سبيلِ اللهِ أفضلُ من صيامِ شهرٍ وقيامِهِ، ومَنْ ماتَ فيه وُقِيَ فتنةَ القبرِ، ونما لَهُ عملُهُ إلى يومِ القيامَةِ» (صحيح الجامع:3481).

 - الصدقة الجارية هي التي تقدمها في حياتك وتستمر منفعتها وريعها بعد الموت لفترة من الزمن.

- الإنسان جُبل على حب التملك والاكتناز  والدنيا حتى أصبحت أكبر من حجمها وجعلتهم لا يفكرون بالإنفاق إلا على ملذات النفس والشهوات فنسي آخرته.

- أخي التاجر أخي الموظف يا من أنعم الله عليك بالمال الوفير ماذا قدمت لنفسك حتى الآن أتريد أن تكون غنيًا في الدنيا معدمًا في الآخرة؟! قال صلى الله عليه وسلم:
«يقول العبد مالي مالي إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس» (مسلم:2959).

- لذا فإن كنت حريصًا على الثراء والغنى الحقيقي فأكثر من الصدقة وبالأخص الجارية منها فإنها رصيدك الفعلي.

- فكم من غني في الدنيا سيكون فقيرًا معدمًا في الأخرة ذلك لأنه لم يقدم لنفسه شيئًا من الصدقات ولا حول ولا قوة إلا بالله!

- لا تريد أن تكون كمثل عثمان رضي الله عنه الذي انتفع بماله فاشترى به الجنة ثلاث مرات حتى قال صلى الله عليه وسلم:
«ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» (صحيح الترمذي:3701).

- جعل الله لك من ثلث مالك ما يزيد في عملك الصالح؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل أعطاكم عند وفاتكم ثلث أموالكم زيادة في أعمالكم» (مجمع الزوائد: 4/215).

- اغتنم ما أنعم الله به عليك من مال وبادر بإيقاف بعضه في المكان المناسب ليدر عليك حسنات كثيرات وأنت في قبرك.

- لا يستوي من قدّم لنفسه وهو في صحته كمن يقدم إذا أشرف على الموت؛ قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال:
«أن تصدَّقَ وأنتَ صحيحٌ حريصٌ، تأملُ الغنَى، وتخشَى الفقرَ، ولا تُمهِلْ حتى إذا بلغَتِ الحُلقومَ، قُلتَ : لفُلانٍ كذا، ولفُلانٍ كذا، وقدْ كان لفُلانٍ» (البخاري:2748).


- لا شك أن كل من سيقدم لنفسه صدقة أن الله سيثيبه عليها أجرًا عظيمًا: {مَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل:20].

- إن ولدك الصالح عمر إضافي لك وامتداد لحسناتك بعد موتك فاحرص على الإكثار منه من زوجة صالحة ومن ثم احرص على تربيته على طاعة الله. ولدك الصالح وهو الوحيد الذي سيدعو لك باستمرار وإخلاص فهو امتداد لحياتك وذكرك الحسن، وبوجوده لن تنقطع حسناتك بعد وفاتك بإذن الله. وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ : إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» (مسلم:1631). وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الرجُلَ لَتُرْفَعُ درجتُهُ في الجنةِ فيقولُ: أنَّى لِي هذا؟ فيُقالُ: بِاستغفارِ ولَدِكَ لَكَ» (صحيح الجامع:1617). لن تعرف قيمة ولدك الصالح إلا إذا وُسدت في قبرك فرأيت الهدايا تلو الهدايا من ثواب واستغفار أو صدق تصل إليك من ذلك الولد البار. لأنه سيتقرب إلى الله ببرك والدعاء لك وأنت في قبرك وساعتها ستعرف ثمرة تربيتك وتشجيعك له بالالتزام بهذا الدين وبمخالطة الصالحين.

- صدق ابن الجوزي حين قال: كتاب العالم ولده المُخلد. فتخليد العلم يكون بتدوينه ونشره للأجيال. فإذا لم تستطيع أن تؤلف بعض الرسائل أو الكتب فادعمها وانشرها بين الناس بالإهداء لهم، وكذلك الحال مع الشريط الإسلامي.

- إن دللت إنسان على الله ثم استقام فلك مثل صلاته وتسبيحه وجميع صالح أعماله لا ينقص من أجره شيئًا. قال صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا» (مسلم:2674). فإن كنت ذكيا فاحرص على دعوة غيرك إلى الهداية والطاعة ليجمع لنفسه كثيرًا من الحسنات وسيكون لك مثلها في رصيدك.

- ألا تستنتج أخي المسلم أن مجال الدعوة إلى الله هو أكبر وأخصب مجال يمكن أن تطيل فيه عمرك الإنتاجي.

- وقتك هو حياتك ورأس مالك وبعبارة أخرى هو عمرك فإياك أن تُضيع منه دقيقة واحدة في غير طاعة.

- إن المؤمن الصادق يعلم انه في صراع دائم مع الوقت وأن الساعة التي تمر عليه ولا يغنم فيها حسنات فإنه مغبون فيها.

- كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي".

- كان من استغلال بعض السلف للوقت أنهم كانوا يكثرون من تلاوة القرآن أثناء تجوالهم وترحالهم حتى قاسوا المسافات والأوقات بعدد الآيات.

- كان الحسن البصري المعروف باجتهاده وعبادته لا يدع دقيقة من حياته تضيع سدى فكان إذا وجد فراغًا ولم يجد لديه شغلًا حرّك لسانه بالتسبيح.

- ألا تتدارك وقتك لاستغلاله فيما ينفعك من عمل الدنيا أو الآخرة؟ متى نفيق من غفلتنا ومتى ندرك سر وجودنا على هذه الأرض يا ترى؟

- إن تفاوت أعمار البشر من أسرار الله في خلقه فترى هذا يموت لعمر يناهز الستين وآخر مات وهو في الثلاثين وآخر مات ولم يبلغ الحلم! كلٌ يعطى فرصته في الحياة ليرى الله كيف يعمل العاملون، فالحياة نعمة ومنّة من الله لعبيده إذا اغتُنمت في مرضاة الله.

- إن الله لا يجعل عبد أسرع إليه كدرجة عبد أبطأ عنه، من يُسوّف التوبة ويؤخر التزامه بطاعة الله فإنه في الحقيقة يفوت عليه عمرًا إنتاجيًا. فبادر أخي إلى الله وارجع إليه راغبًا وتائبًا و اصغ إليه وهو يدعوك:
{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133].

- "العبد سائر لا واقف، فإما إلى فوق، وإما إلى أسفل:
{ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر:37] ولم يذكر واقفًا إذ لا منزل بين الجنة والنار" (ابن القيم)

- قال ابن رجب: "متى نوى المؤمن بتناول شهواته المباحة التقوي على الطاعة كانت شهواته له طاعة يثاب عليها".

- إن اقتراف ذنب واحد من محبطات الأعمال كفيل أن يحبط حسناتك ولو كانت كأمثال الجبال فتنبه!

- إياك والعجب والغرور بكثرة أعمالك الصالحة فتمنّ بها على ربك فتردى وقد نهى الله عز وجل عن ذلك:
{وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } [المدثر:6].

- فإن ما أخشاه عليك أخي القارئ أن تصاب بداء العجب فتحتقر الذنب الصغير الذي تعمله إذا قارنته برصيد حسناتك الهائل فيخدعك الشيطان.

- حذّر السلف من خطر العجب بالعمل؛ فقال عبدالله بن مسعود: "النجاة في اثنين: التقوى والنية. والهلاك في اثنين: القنوط والإعجاب".

- اعلم أن ما وفقت إليه من عمل الصالح إنما هو بفضل الله وذلك لقوله تبارك وتعالى:
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل:53].

- لا تغتر بكثرة عملك الصالح فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ولكن احمد الله الذي وفقك إليه وزيّنه في قلبك.

- قال ابن عون: "لا تثق بكثرة العمل فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا ولا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري كُفرت عنك أم لا".

- ولتكن معاملتك مع الناس بالأخلاق الحسنة فإنك بهذه الأخلاق تكسب ودهم وتأمن شرهم وتحافظ على رصيد حسناتك.

- قال الشاطبي: "طوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه"، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة يعذب بها في قبره ويسأل عنها.

- قال أبو عبدالله البراثي: "من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال".

- اعلم أن العمل الصالح أيًا كان نوعه في أيام عشر ذي الحجة قد يفوق ثواب الجهاد في بعض مراحله. قال صلى الله عليه وسلم:
«ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير و التحميد» (مسند أحمد: 9/14).

- فلا تدع ساعات العشر المباركة تمر عليك وأنت في سياحة وغفلة عن طاعة الله لأنها أفضل أيام الدنيا فلا تحرم نفسك فيها من خصال الخير.

- بحمد الله وفضله تم الانتهاء من الكتاب واسأل الله أن يجعل ما كُتب رفعة للشيخ رحمه الله.

 

سلطان بن عيد العصيمي