ثبوت فضل شهر الله المحرم

أحمد الجابري

  • التصنيفات: التصنيف العام - ملفات شهر محرم -

شهر المحرم: فضائل وأعمال (1)

الحلقة الأولى: ثبوت فضل شهر الله المحرم

 

قبل الحديث عن فضل العمل في هذا الشهر، نحب أن نبين أولا مكانة الشهر وفضله، ثم نأتي بعد ذلك للحديث عن فضل العمل فيه.

فقد ثبت لهذا الشهر فضل من خلال النصوص التالية:

قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36]

وهذه الأشهر الحرم التي اختارها الله وميزها هي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب.

قال الحسن البصري:إن الله افتتح السنة بشهر حرام، وختمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكان يسمى شهر الله الأصم من شدة تحريمه. (لطائف المعارف لابن رجب)

وعن أبي ذر قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الليل خير، وأي الأشهر أفضل؟ فقال: «خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر: شهر الله الذي تدعونه المحرم». (رواه النسائي في السنن الكبرى بسند حسن).

قال ابن رجب: واطلاقه في هذا الحديث "أفضل الأشهر" محمول على ما بعد رمضان كما في رواية الحسن البصري.

ومما يدل على فضله أيضا: أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه (شهر الله)، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمدا وإبرهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته (فقال: واذكرعبادنا) ونسب إليه بيته (فقال: وطهر بيتي) وناقته (فقال: هذه ناقة الله).