عاشوراء، ياله من يوم!
أحمد الجابري
- التصنيفات: التصنيف العام - ملفات شهر محرم -
شهر المحرم: فضائل وأعمال (8)
الحلقة الثامنة: عاشوراء، ياله من يوم!
حقا إنه يوم واحد، ولا يأتي إلا مرة في كل عام، لكنه جُمع فيه ما لم يجمع في غيره!
جُمع فيه الفرح والترح، الشكر والصبر، السنة والبدعة، الاتباع والابتداع!
فيه نجى الله موسى وقومه، وأغرق فرعون وملأه، فهو يوم فرح.
وفيه استشهد الحسين – سبط رسول الله – ولقي ربه، هو والأفاضل من آل بيته، فهو يوم حزن وترح.
صامه موسى ونبينا من بعده، شكرا لربه، وعلى هذا الدرب سار الأتباع من أحبابه وصحبه.
وفيه تلقى المسلمون فاجعتهم في ولد نبيهم، فاسترجعوا وصبروا على قضاء ربهم.
فيه سالت دماء طاهرة، وتناثرت أشلاء مباركة طيبة.
وفيه أغرقت أجساد ظالمة، وهلكت نفوس متجبرة عاتية.
فيه تعالت الصيحات بتكبير الله وحمده على النجاة.
وفيه تحشرجت الكلمات، وانخفضت الأصوات، استرجاعا لعظم الفاجعة والمصاب.
فيه يحيي المسلمون سنة بنيهم، فيصومون ذلك اليوم ابتغاء للثواب من ربهم.
وفيه يقيم النواصب الاحتفال، ويطعمون الطعام ويوسعون على الأهل والعيال، شماتة فيما حدث لهؤلاء الصحب الكرام والآل.
فيه يتذكر المسلمون فاجعتهم، فيتصبرون طاعة لله، ويرجون الثواب والأجر للحسين وباقي آل بيت رسول الله.
وفيه يقيم المبتدعة نوائحهم وبدعهم، جزعا ومخالفة لنبيهم، حين نهى عن اللطم والشق ودعوى الجاهلية.
وعند تذكر ذلك كله:
يحمد المسلمون من أهل السنة ربهم، على ما من به عليهم، من اتباع للسنة، وابتعاد عن المخالفة والبدعة.
اللهم فلك الحمد، على ما مننت به علينا من نعمة الإسلام والهداية، والعلم بعد الجهالة والعماية.
اللهم لك الحمد على أن أرسلت إلينا رسولك، وجعلتنا أتباعا لنبيك، وأعطيت للمتبعين من أجر الصيام، ما لم تعطه للمبتدعين مرتكبي المخالفة والآثام.
اللهم وارض عن الحسين وآل بيته، واجمعنا اللهم به مع نبينا جده، في جنة عالية، قطوفها دانية.