دلالات رمزية من الثورة المصرية

ملفات متنوعة

لم تسقط الثورة المصرية الرئيس وأهم أعمدة نظامه؛ بل أسقطت معها كافة
المشاريع والأيدلوجيات السياسية التي صاحبت الدولة المصرية منذ مطلع
العصر الحديث؛ فلم تحقق أيًّا منها الأمن والرخاء والعدالة بالمفهوم
الشامل لدلالة هذه الكلمات، وإلا لماذا ثار الشعب.. ؟

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -


لم تسقط الثورة المصرية الرئيس وأهم أعمدة نظامه ؛ بل أسقطت معها كافة المشاريع والأيدلوجيات السياسية التي صاحبت الدولة المصرية منذ مطلع العصر الحديث ؛ فلم تحقق أيًّا منها الأمن والرخاء والعدالة بالمفهوم الشامل لدلالة هذه الكلمات ، وإلا لماذا ثار الشعب - والشعوب العربية - ؟


فهي كانت حكومات ترفع شعار الوطنية المحلية لكن الحقيقة غير ذلك ؛ تارة شرقية اشتراكية ؛ وأخرى غربية رأسمالية مدمرة لم تُبقي للشعب - وللشعوب - سوى ما يُبقيها على حد الكفاف ودون كرامة ؛ وكان ولاؤها للكرسي ولمن يبقيها عليه أهم عندها من شعوبها ؛ نتج عنه مع حكم الفرد المستبد كافة أنواع الفساد والإفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي المتمثل في فقدان الثقة بالنفس وعجزها عن الشعور بالقدرة على النهوض ، وهنا نكون أمام الملمح الثاني وهو إعادة الثقة بالذات والقدرة على الفعل وامتلاك زمام المبادرة بالفعل ، إذًا لدينا ملمحين:


الأول: سقوط المشاريع السياسية القديمة ورموزها .

والثاني: إعادة الثقة بالذات وامتلاك زمام المبادرة بالفعل .


أما الملمح الثالث من الثورة: هو أن الأجيال الشابة خرجت عن الوصاية الفكرية والسياسية إلى حد كبير ، وعن التبعية للأيدلوجيات القديمة ، ولم تقبل أن تعادي أفكار ورؤى الآخر دون حوار أو مناقشة ؛ حتى لو كانت في السابق محاربة ومشوهة عن عمد من قِبَل خصومها الذين لم يتيحوا لها فرصة العرض الكامل ، وأعني بهذا الرؤية الإسلامية .


وفي الأخير أسأل: من يعادي هذه الرؤية ؟ ما هو كَمّ اطلاعك على المصادر الأصلية لهذه الرؤية دون نقل من وسيط شوهها ؛ أو اختزلها في حدث تاريخي ؛ أو رمز من رموزها أخطأ في التطبيق ؟


 

المصدر: عشري علام - خاص بموقع طريق الإسلام