أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا
أبو الهيثم محمد درويش
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [العنكبوت 4]
- التصنيفات: التفسير -
يزداد الغرور ببعض بني آدم حتى يظن أنه مهما ارتكب من سيئات و مهما ولغ في شهوات و اقترف من موبقات لن يحاسب أو سينسى حسابه , و أن هؤلاء المتقين لله الوجلين من عقابه ما هم إلا مرضى نفسيين منعوا أنفسهم من نعم الله المفتوحة بلا أدنى حدود أو سياج مانع من الحرام .
و هذا إن دل فإنما يدل على مرض قلوبهم هم , و فساد معتقدهم و خواء عقولهم , فهم لن يسبقوا الله و لن يفلتوا بلا حساب مهما طالت بهم المهلة و لو تمعنوا و تأملوا لعلموا مدى رحمته بهم بإعطائهم الفرصة و لكنهم لم يدركوا بسبب غبائهم و قلوبهم المريضة أنه إذا أخذهم بعد كل هذا الإمهال لن يفلتهم , فكما أنه غفور رحيم فهو عزيز ذو انتقام.
قال تعالى :
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [العنكبوت 4]
قال السعدي في تفسيره :
أي: أحسب الذين همهم فعل السيئات وارتكاب الجنايات، أن أعمالهم ستهمل، وأن اللّه سيغفل عنهم، أو يفوتونه، فلذلك أقدموا عليها، وسهل عليهم عملها؟ { { سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } } أي: ساء حكمهم، فإنه حكم جائر، لتضمنه إنكار قدرة اللّه وحكمته، وأن لديهم قدرة يمتنعون بها من عقاب اللّه، وهم أضعف شيء وأعجزه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن