المربي أستاذ وشيخ ووالد

إشاعة الحب بين القلوب هى مهمة الوالد بين أبناءه، حب الله وتوثيق عرى المحبة بين القلوب (الانسجام الأخوي) وبذلك يكون قد أرسى الأساس الراسخ في أعماق النفوس، وهيأ المنبت الصالح لكل الفضائل، وأقام الحصن المنيع دون أكثر الفتن التي تعترض ركب الدعوة وكل عثرة تقع فيها.

  • التصنيفات: التصنيف العام - التربية والأسرة المسلمة - تربية الأبناء في الإسلام -

المربي كله خير أينما حل أو ارتحل مع أهله وأبناءه وإخوانه وزملاءه.

المربي عقل وروح وعاطفة، هو قطب الحركات وروح الدعوات وصانع الرجال والأبطال والمفكرين والقادة والمبدعين وصناع الحياة، بل هو سر بقائها ونمائها وإشراقها وازدهارها ومبرر وجودها واستمرارها واستقرارها.

بهم يقل الجدل والفتور والجمود والترهل والنقد والتجريح والتعالم والتطاول والهدم ويكثر العمل والجد والاجتهاد وتزيد البركة.

فالتربية أمانة غالية لا يحملها حق الحمل من غير احتراس ولا احتراز إلا فارس همام صادق مخلص جاد: ( آخذ بعنان فرسه يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِى الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّه)ُ.

المربي ناجِح وفاعِل ومُؤثِر ومُخطِط ومُوجِه ومُوظِف ومُتابِع ومُورِث ومُعايِش ومُحفِز لأحبابه ابتغاء النماء والارتقاء.

المربي أستاذ بالإفادة العلمية والخبرة العملية.

وشيخ بالتربية الروحية الشرعية.

ووالد بالعاطفة القلبية الشعورية الوجدانية.

إشاعة الحب بين القلوب هى مهمة الوالد بين أبناءه، حب الله وتوثيق عرى المحبة بين القلوب (الانسجام الأخوي) وبذلك يكون قد أرسى الأساس الراسخ في أعماق النفوس، وهيأ المنبت الصالح لكل الفضائل، وأقام الحصن المنيع دون أكثر الفتن التي تعترض ركب الدعوة وكل عثرة تقع فيها.

والد قدوة عادل بين أبناءه مساوي لهم في الحقوق والواجبات والاهتمامات والسؤال وتلبية الاحتياجات والرغبات واستخراج الطاقات والمواهب والرعاية والتفقد والخدمة وسد الثغرات وإغاثة الملهوف، يتقدم قومه، يبسط الهم، ويرد الدين، ويحمل الخير لكل الناس.

متوازن في الأعمال والانفعالات، يحفظ الجميل وفاء لدعوة وفت وكفت ردحا عظيما من الزمان.

رفيق بأبنائه محب لهم واثق بهم وبقدراتهم، مرن وحازم وحنون، هين لين بش الوجه بسام المُحيى طيب الطبع إلف مألوف يقرأ القسمات ويعبر عن النفوس وأغوارها (فراسة المؤمن) يقرأ ما وراء الكلمات والمظاهر، لا يحيد عن الهدف واضح الرؤية، واسع الصدر عظيم الاستيعاب.

أدواته حرية الرأي وإبداء النصح والإرشاد وحسن الإنصات.

يتفقد الحالة النفسية للأبناء ومراعاة المتغيرات والتقلبات التي تصاحب حياتهم وتحديد مواطن القصور في الشخصيات والعمل على علاجها.

يرشد أبنائه إلى تربية النفس تربية ذاتية تبدأ وتنتهي عند الفرد ذاته وأن التكاليف مغنم وليست مغرم -والربط بالمنهج والمبدأ والفكرة-

يرصد الظواهر والمظاهر ويُقوم الاعوجاج ويعالج النفوس ويغرس قيم ويبني قناعات وينشأ رجالا أعمدة البيت ليحمي الفكرة ويحرس الدعوة.

يغرس الموازين الشرعية والتربوية للعمل الإسلامي (الأعمال بالنيات- الابتعاد عن الشبهات- العمل المردود- إثم نقض البيعة- سد الذرائع)

دعوتنا دعوة التربية والبناء والتكوين والعطاء والتزكية فلا يصلح فيها ولا يُصلحها سوى النفوس المزكاة.

والمربي المتين خطوة في طريق التمكين والمربي الجيد الناضج يُخرج من هو أفضل منه ويُفرح رسول الله  بإنتاجه من الرجال الذين يغيظون الأعداء بتهيئة رجال مبادئ يحسنون التبعة لرجال أمثالهم، ذو شخصيات مستقلة متميزة ناجحة وليست نسخا مكررة.

بقلم/ ماهر جعوان