طال البلاء
إياد قنيبي
طــالَ البـــــلاءُ فوجـــهُهُ متجـــهمُ وخبا الرجاءُ فيأسُـــهُ
مستحـــكمُ، ويقــولُ إني ضـــــائعٌ مستوحـــشٌ قلقٌ شديدُ الغم
صـــدريَ مظلــمُ
- التصنيفات: الطريق إلى الله -
طــالَ البـــــلاءُ فوجـــهُهُ متجـــهمُ وخبا الرجاءُ فيأسُـــهُ مستحـــكمُ
ويقــولُ إني
ضـــــائعٌ مستوحـــشٌ قلقٌ شديدُ الغم صـــدريَ مظلــمُ
غرقان وحدي في
الهمومِ فليـس لي جارٌ يجيرُ ولا صـديقٌ يرحـــــمُ
صحراءُ عسري لست
أبصرُ حدهَا فأسيرُ تلفحني الرمـــالُ وتلــطمُ
إمَّا ســعيتُ
لدوحـــةٍ أبصــرتُهـــــا فإذا ســـرابٌ والظنــونُ توهـــمُ
وأخاف أنْ تئــدّ
الــرزايــا مُـنـيـتي فأعيشُ عمــري والفــؤادُ محطمُ
فســـألته:أوَ أنت
تنـكـــرُ ربنــــــا؟ فأجـــابَ بل إني حـــنيفٌ مســلمُ
عجباً لأمرِك هل
تبيتَ على الظما إن كــان عنــدك نبعُ ماءً زمـزمُ
إنْ كانَ بـيـتُكَ
بالجـواهـرِ زاخـــراً أتقــولُ إني ذو افتقــــار مــعــدمُ
كالعيـرِ وســـطَ
البيدِ يقتلُهـا الظــما وظهورها من حمل ماء تقصـــمُ
مــاذا تـقـولُ
لـملــحـد مــتســــمــعٍ منكَ الشكــاة وبـثَ مـا لا تكظــمُ
فيقولُ : هل يا
مسـلــمــون نسيتـــمُ ما قد زعــمتـُم أن ربـًّـا معكـــمُ
وبأنــكــم إذْ
مــا ذكــرتُــم وعـــــدَه سكنى الجنــان رضيتُم وصـبرتُمُ
وبأن حــبّ الله
عصــمــةُ أمـرِكــم وإذا توكـلتـــُم عـليــه كـفــاكـــــمُ
حــتى السكــينــة
قد زعمتـــم أنّهـا حكرٌ عليــكم و الشـــقا لســواكـمُ
مــالي أراكــم
بعــد ذلـك قـنـــطــاً مـتـذمـريــنَ بكــم أسـىً وتشاؤمُ
قــد غـرَّكــم
أتبــاعُ أحمدَ دينكــــمُ وظننتـمــوهُ لدى البلاءِ سيعصـمُ
أسـلـمتــم
لإلهـِــكـم فـأُ ضـعــتُــم ورجوتــمـوهُ يجيــرُكـم
فخُـذلـــتــمُ
أيـن المحبــة
قــد زعمـتم نفـــعـهَا والخوفُ يعصفُ والوساوسُ تهجمُ
أمــا أنــا
فـــودادُ ليـــلى' بهجتي ووصــالهــا مـن كل جـــرحٍ بلــسمُ
عمـــران قلبي من
محـبـتـِها فـــلا شيءٌ يخــيفُ ولا الهمــومُ تزاحـــمُ
إني إذاً مــن
بهــــجتي في حبـــِها عند القــياسِ بكـــم أعــــزُ
وأنعــــمُ
لا تســألوني أنْ
أديــن بديـنـــــكم إني حظــيتُ براحـــةٍ وحــرمتـــــمُ
وكأنـني بك لـم
تجبـــْه بحـُجـــــةٍ فمـضى الرقيـــــعُ مفاخراً يتهــــكمُ
يا حسرتاه على
العبادِ إذا اشتكوا قَــدَرَ الرحــيمِ لـدى الذي لا يرحـمُ
يبـــلو لتُــقبل
راجــيا متضـــرعاً فـيـراك بـعـدُ مـــولــــياً
تتــــبــــرمُ
يــبــلــو
ليسمــعَ منـك أنّة مــذنب فـيـراكَ تـبـكي للــعبــادِ
وتـألــــــمُ
الله حــسبُــك
كيفَ تشــكو ضيعـةً شكواك عن سوءِ الظنــونِ تترجــمُ
أتـظــنُّ رَبَــك
يبتلــيك إذا ســـدىً كلا فربُّ الــعرشِ مَــنْ ذا أحــــكمُ
أو إنْ رفـعــتَ
يــداً لترجـو فضلَهُ منعَ العــطايـــا؟ إن ربيَ أكــــــرمُ
أو إنْ بصدقً قلتَ
ربي كنْ مــعي خُـليتَ وحدَكَ؟ بـل إلــهي أحـــــلمُ
أو قــلتَ حســبي
مَن عليه توكـلي لم تُكــف من شــر؟فـربي أعـــظمُ
فالله أعــلم كيف
يزجي مـنــــحــة في مـحـــــنــة والمبتلى لا يعـــــلمُ
لـــكن في الإنسان
فـــرطَ تعـــجلٍ ولرُبَّ أمــرٍ أنْ يؤخـــرَ أقــــــومُ
لا يخلــفُ
اللــــهُ الوعــــودَ وإنما إن نحـــن لم نقبـــلْ عليـــه
سنُحرمُ
ربي قريـــبٌ
للعــبادَ فــمنــــهـــمُ ســــاعٍ اليه وجلـــهم مَنْ
يحـــــجمُ
كم دمعـــةٍ في
محنتي واريتــــها أغضي على جرحي وناري تضرمُ
حتى أُعـــلم من
يراني راضــــياً أن المحــــبةَ عـــروةٌ لا تفـــــصــمُ
ما الـحبُ قـولـك
باللـــسانِ تكـلفاً إنــي لـــصـــبٌّ مــغـــرمٌ ومتـــــيمُ
بـل حبـهُ
تســليمُ نفســكَ بالـقضا وإذا دعــاك لنــصر ديــنــك فالــدمُ
كم بسمةٍ رغمَ
الجــراح أبنـــتها والخطب ينــهشُ والـــرزايا تهشمُ
وأُرى بصبري مَنْ
يريدُ شمـاتةً أنـي - وربي حافظ -لا أهـــــزمُ
فاصبرْ فليسوا
يرتجون وترتجى أجـــــراً إذا هــم يألمـــون و تألــــمُ
واذكـــــر
نبــياًّ مبتـــلى بثــلاثةٍ وكـــذا بعيــنــيه فقـــال
يفِّـــــــــــهمُ
لله بثي قد
شكـــوتُ وغمــــــتي إني علمــتُ مـــن الــذي لم تعلمــوا
فارتد بعد شديد
عـســر مبصراً والشمـــلُ مجتـــمعٌ ويوســـفُ حاكم
سبحــانَ ربي كـيف
يبرمُ امرَه فــهــو اللطــيفُ لما يشـــاءُ ويحــكمُ
ربــاه إنـي قد
نثــرتُ كنـانــتـي وحملتُ أقلامي أصــوغُ وأنـظــــــمُ
لأذود عن حوضِ
الشريعةِ من عدا ويُصـــدَّ عمَّا قـــــــــــــــــــد أرادَ
الألئمُ
وأقيم في قلب
يلامسُ أحـرفي للــه صـــرحُ محـــبــــةٍ لا يـــهـــدمُ
فاكــتبْ لـعبــدٍ
قد أحبكَ صادقاً رؤياك إذ أنتَ الأعـــــزُّ الأكـــــــرمُ
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام