فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ
أبو الهيثم محمد درويش
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } [ الروم 17 - 19]
- التصنيفات: التفسير -
تنزه ربنا و جل شأنه و تقدست أسماؤه في كل وقت و حين , و له الحمد في الأولى و الآخرة , يستحق الثناء مع كل نفس يخرج من صدر كل مؤمن .
سبحان من يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي , و يخرج من الأرض الهامدة الميتة أبهج الألوان و الروائح و الطعوم .
يستحق ربنا الثناء و التسبيح و التمجيد سائر اليوم و خاصة في أوقات الصلوات المفروضات التي حددها لفروض اليوم , و ما أجمل و أعظم بداية يوم على ذكر الله و إغلاق العين في آخره على تسبيحه .
نصيحة : حافظ على أذكار اليوم و الليلة فإنها حصنك الحصين و صلة متينة برب العالمين و رفعة في الآخرة على الأولين و الآخرين .
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } [ الروم 17 - 19]
قال السعدي في تفسيره :
هذا إخبار عن تنزهه عن السوء والنقص وتقدسه عن أن يماثله أحد من الخلق وأمر للعباد أن يسبحوه حين يمسون وحين يصبحون ووقت العشي ووقت الظهيرة.
فهذه الأوقات الخمسة أوقات الصلوات الخمس أمر اللّه عباده بالتسبيح فيها والحمد، ويدخل في ذلك الواجب منه كالمشتملة عليه الصلوات الخمس، والمستحب كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات وما يقترن بها من النوافل، لأن هذه الأوقات التي اختارها اللّه لأوقات المفروضات هي أفضل من غيرها فالتسبيح والتحميد فيها والعبادة فيها أفضل من غيرها بل العبادة وإن لم تشتمل على قول "سبحان اللّه" فإن الإخلاص فيها تنزيه للّه بالفعل أن يكون له شريك في العبادة أو أن يستحق أحد من الخلق ما يستحقه من الإخلاص والإنابة.
{ {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} } كما يخرج النبات من الأرض الميتة والسنبلة من الحبة والشجرة من النواة والفرخ من البيضة والمؤمن من الكافر، ونحو ذلك.
{ {وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ } } بعكس المذكور { {وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} } فينزل عليها المطر وهي ميتة هامدة فإذا أنزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج { { وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} } من قبوركم.
فهذا دليل قاطع وبرهان ساطع أن الذي أحيا الأرض بعد موتها فإنه يحيي الأموات، فلا فرق في نظر العقل بين الأمرين ولا موجب لاستبعاد أحدهما مع مشاهدة الآخر.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن