مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ
أبو الهيثم محمد درويش
{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [ الروم 23]
- التصنيفات: التفسير -
آيات الله المرئية و المتلوة تدل عليه بوضوح , و لا يراها إلا من فتح قلبه لرؤياها و أنصت لسماعها و انشغل عقله بها , أما من أعرض و شغلته نفسه و دنياه فهو لا يرى و لا يسمع و لا يعقل .
و من آيات الله المرئية و التي نعاينها كل لحظة , تعاقب الليل و النهار ومعها الحكمة في تخصيص وقت للراحة و السكون و الاستجمام و تخصيص آخر للجد و العمل و العمارة و الانتشار .
فهل يعقل أن الطبيعة هي من خلقت هذا التعاقب بلا رب لها مدبر عالم بما يحتاجه الخلق ؟؟؟؟
بل في هذه الآية دلالة واضحة على أن الله خلق الخلق و هو أعلم بهم و خلق الكون ليناسب احتياجاتهم , لييسر لهم سبل العبادة .
{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [ الروم 23]
قال السعدي في تفسيره :
أي: سماع تدبر وتعقل للمعاني والآيات في ذلك.
إن ذلك دليل على رحمة اللّه تعالى كما قال: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } وعلى تمام حكمته إذ حكمته اقتضت سكون الخلق في وقت ليستريحوا به ويستجموا وانتشارهم في وقت، لمصالحهم الدينية والدنيوية ولا يتم ذلك إلا بتعاقب الليل والنهار عليهم، والمنفرد بذلك هو المستحق للعبادة.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن