وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ

أبو الهيثم محمد درويش

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }  [الروم 47]

  • التصنيفات: التفسير -

سنة الله في جميع الرسل أن يمهل الله الجميع حتى تتم الرسالة و يكمل البيان و يتضح الحق , فإن أصر المجرمون على تكذيبهم و إجرامهم بعدما أمهلهم ربهم كان الانتقام الحتمي و نزل النصر على المؤمنين الثابتين على عقيدتهم المتمسكين بأمر ربهم على منهج نبيهم.

و إن تأخر النصر فإما أن يكون التأخير مهلة من رب العالمين عسى أن يرجع المجرم و يتوب و هذا من واسع رحمة الله و فضله و إما أن يتأخر النصر بسبب حياد الثلة المؤمنة عن بعض الحق و مخالفتهم لمنهج نبيهم فإن عادوا و أصلحوا نزل النصر و لا شك .

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }  [الروم 47]

قال السعدي في تفسيره :

أي: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ } في الأمم السابقين { {رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ } } حين جحدوا توحيد اللّه وكذبوا بالحق فجاءتهم رسلهم يدعونهم إلى التوحيد والإخلاص والتصديق بالحق وبطلان ما هم عليه من الكفر والضلال، وجاءوهم بالبينات والأدلة على ذلك فلم يؤمنوا ولم يزولوا عن غيهم، { { فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} } ونصرنا المؤمنين أتباع الرسل. { {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} } أي: أوجبنا ذلك على أنفسنا وجعلناه من جملة الحقوق المتعينة ووعدناهم به فلا بد من وقوعه.

فأنتم أيها المكذبون لمحمد صلى اللّه عليه وسلم إن بقيتم على تكذيبكم حلَّت بكم العقوبة ونصرناه عليكم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن