مآسي القدس بين الاستيطان ونقل السفارة

إن القدس المحتلة تواجه أخطر المشاريع والمخططات الاستيطانية من أجل تحويلها إلى يهودية الطراز والهوية، وتغير معالمها الجغرافية والديمغرافية وبهدف إحكام السيطرة الكاملة من قبل الكيان على القدس وتحديد أوقات الصلاة والعبادة حسب خواطر العدو.. القدس اليوم تواجه خطرا حقيقا وقد يصحو العرب يوما على تدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة تمهيدا لبناء الهيكل اليهودي المزعوم؛ وعندها ماذا يفعل العرب؟؟!

  • التصنيفات: التصنيف العام - قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -

تتزايد الآلام والنكبات على مدينة القدس المحتلة التي تتعرض باستمرار لأبشع مخططات التهويد والاستيطان الصهيوني بهدف تدميرها وإلغاء هويتها وتزيف وتشويه تاريخها وتراثها الإسلامي العريق، حيث يواصل الكيان تنفيذ مخططاته ومشاريع الاستيطانية في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولا يأبه للنداءات والبيانات والقرارات الأممية، و يستمر العدو الإسرائيلي في بناء الآلاف من الكتل والوحدات الاستيطانية تنفيذا لمراحل المخطط الاستيطاني الكبير  ضمن مشروع القدس الكبرى (القدس 2020) و يعمل باستمرار على إخلاء مدينة القدس من كافة سكانها الأصليين وتهجيرهم من التجمعات السكانية المحيطة بالقدس ويعمل على ضم الكتل الإستطانية الكبرى، ويستهدف في مشاريعه الاستيطانية المناطق التاريخية في المدينة المقدس لطمس هذه المعالم الإسلامية وإلغاء تاريخها المقدسي العريق


ويعمل الكيان على تعديل التشريعات والقوانين الخاصة في القدس بما يسمح له مخيمات اللاجئين في القدس مثل شعفاط وكفر عقب عن القدس لتقليل نسبة الفلسطينيين في القدس حيث يبلغ عدد سكان هذه المخيمات أكثر من(150 ألف) نسمة، و تركز حكومة (نتنياهو) الفاشية في تنفيذ مشاريع الاستيطان على استهداف التجمعات البدوية في القدس حيث تقوم حكومة الكيان بتهجير وتشريد سكان هذه التجمعات تحت قوة السلاح؛ ويواجه أهالي تجمع (جبل البابا) هذه الأيام في بلدة  العيزرية شرق القدس نكبة جديدة تتمثل بتدمير منازلهم الصغيرة ومضاربهم وتهجيرهم عن القدس وذلك تمهيدا لتنفيذ المخططات الاستيطانية الجديدة بهدف توسيع مستوطنات القدس لصالح مشروع (القدس الكبرى) والمتوقع أن ينتهي تنفيذه بحلول عام 2020م، و تعمل الحكومة الإسرائيلية على تهجير وتشريد (46) تجمعا بدويا فلسطينيا في المناطق ما بين القدس المحتلة وأريحا والمنصفة حسب اتفاقية أوسلو البائسة مناطق (ج)، وتعتبر هذه الخطة الاستيطانية من أخطر الخطط التهويدية التي تستهدف تشريد أهلنا من أرضنا وديارهم وذلك لبناء المستوطنات الجديدة لاستقبال المستوطنين الجدد.


وتشير مصادرنا المقدسية إلى أن خطورة مخططات تهجير التجمعات البدوية الفلسطينية لا تقتصر فقط على فصل شرقي القدس عن الضفة المحتلة بل تمتد هذه الخطة لبناء المئات من الوحدات الاستيطانية حتى البحر الميت وبالتالي سرقة وتهويد أكبر لأرضنا الفلسطينية.


إن مخططات المشاريع الاستيطانية وسياسات تهجير وتشريد أهلنا في القدس تسير بخطوات متسارعة ضمن مراحل المشروع الاستيطاني (القدس الكبرى) وهو من أضخم المشاريع الاستيطانية التهويدية وأخطرها وبدأ العمل في هذا المخطط الخبيث عام 2000م استطاعت الحكومة الصهيونية من خلاله بناء آلاف من الوحدات الاستيطانية في القدس حسب الخرائط والعطاءات الخاصة بهذا المشروع وهو يقوم بالأساس على تغيير جغرافي وديمغرافي القدس وإلغاء الوجود الفلسطينية وإلغاء الهوية الإسلامية العربية لمدينة القدس المحتلة


ونظرة على المشروع الاستيطانية (القدس 2020) - حسب المصادر المقدسية-  نجد أنه يهدف إلى تخفيض النسبة السكانية العربية لما بين(10% - 12%)، وتهجير المقدسيين المسلمين والمسيحيين، حيث إنه بعد الانتهاء من تنفيذ المخططات الاستيطانية حسب المشروع ستصبح مساحة (القدس الكبرى) 10% من مساحة الضفة الغربية أي نحو (600) كيلومتر مربع، وبذلك سيتم شطب الحدود الدولية لمدينة القدس المحتلة، وطمس شرقي القدس التي بلغت مساحتها عند احتلالها عام 1967 نحو( 72) كيلو متر، وستقتصر المساحة المتبقية للفلسطينيين على( 9.5) كيلومترات مربعة.


إن مشاريع الاستيطان والتهويد في القدس ومشروع (القدس 2020) يتماشى مع صفقة القرن الأمريكية الجديدة التي تسعى لفرضها على الفلسطينيين، بل  إن مشاريع التهويد تتوافق مع الصفقة مع مخططات التقسيم الزماني والمكاني للقدس وسياسات تهجير وتشريد الفلسطينيين من أرضهم.


إن القدس المحتلة تواجه أخطر المشاريع والمخططات الاستيطانية من أجل تحويلها إلى يهودية الطراز والهوية، وتغير معالمها الجغرافية والديمغرافية وبهدف إحكام السيطرة الكاملة من قبل الكيان على القدس وتحديد أوقات الصلاة والعبادة حسب خواطر العدو.. القدس اليوم تواجه خطرا حقيقا وقد يصحو العرب يوما على تدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة تمهيدا لبناء الهيكل اليهودي المزعوم؛ وعندها ماذا يفعل العرب؟؟!


إن القدس المحتلة تتصدى لمواجهة الهجمة الإسرائيلية الأمريكية الشرسة حيث يستعد الأمريكان لنقل السفارة الصهيونية من (تل أبيب) إلى  قلب مدينة القدس، ويعمل الأمريكان على تهيئة الأجواء والظروف من خلال الاتصالات مع العديد من الجهات العربية والدولية لهذا الحدث الذي يؤكد على النوايا الخبيثة للولايات المتحدة تجاه القدس ويؤكد على مضي الصهاينة في مشاريع يهودية القدس وإلغاء الوجود والهوية الفلسطينية في هذه المدينة


يجب على أمتنا الإسلامية العربية أن تنهض من كبوتها وأن تدرك حجم المخاطر الكبيرة التي تهدد مقدسات الأمة الإسلامية وتستهدف تدميرها وإلغائها من الوجود في ظل الصمت على ما يحدث من جرائم استيطانية في القدس، وفي ظل ما يحدث من تآمر أمريكي صهيوني عالمي على القدس يستهدف أرضها وتاريخها وتراثها العميق؛ يجب على أمتنا التحرك الجاد والفوري لإنقاذ ما تبقى من القدس المحتلة ودعم ومساندة أهلها المرابطين الذين يتعرضون لحملات التهجير والطرد والتشريد عن ديارهم.

 

الكاتب: غسان مصطفى الشامي