من نحن؟ وما لنا وللأقصى والقدس؟

مدحت القصراوي

أقامت أمة محمد الدين والشريعة وإفراد الله بالعبادة والتوجه لأكثر من ألف عام.. حتى انحرفت (العلمانية والقومية وأخرى في المعتقد والسلوك) فتحكم (15 مليون) قرد وخنزير في مليار ونصف المليار مسلم (1500 مليون).. هذا تأنيب وردع قدري ليعود الناس الى أنهم (مسلمون) و(أمة واحدة) ولإقامة وظيفة وجودهم: إقامة الدين والمنهج الرباني والشريعة الإلهية والولاء الرباني، وإفراد الله بالعبادة، ونشر المعتقد الصحيح، والأخذ بيد البشرية.

  • التصنيفات: التصنيف العام - قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -

الصراع مع اليهود والغرب الصليبي ـ وبالتبع الوثنيين والملاحدة ـ فرع عن مبرر وجود الأمة المسلمة ووظيفتها، فالأمر ليس بعدا قوميا فحسب؛ بحيث يقولون أن اليهود في فلسطين منذ ثلاثة آلاف عام، فيقال لهم فالكنعانيون فيها منذ سبعة آلاف عام.. هذا صحيح من حيث البعد القومي؛ لكن هذا ليس مبرر وجودنا.


أما مبرر وجود الأمة الإسلامية فهي الوراثة العقدية لرسالة الإسلام.. فدين الله تعالى واحد وهو الإسلام، وأما الرسالات المختلفة فهي حلقات في نفس الدين..


ولهذا قال موسى {يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} قال السحرة لما تهددهم فرعون {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}.. فقد كانت حلقة الإسلام إذ ذاك يمثلها بنو اسرائيل، وكانوا أفضل العناصر آنذاك وهذا معنى قوله تعالى {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} المعنى عالَم أهل هذا الزمان..


ولكنهم انحرفوا وخانوا العهد ونقضوا أمر الله فأقصاهم الله تعالى وطردهم ونزع منهم القيادة {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِالآية.


ثم كانت رسالة المسيح عيسى وكانت حلقة الإسلام إذ ذاك، ولهذا لما آمن الحواريون قالوا {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} فالمسيح وحواريوه الكرام: مسلمون.. وكانوا مؤتمنين على دين الله تعالى لإقامة الدين وهو الإسلام ولهذا قال تعالى {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} فالأمر هنا هو بإقامة الدين الواحد، كلٌ في زمنه، وليس أمرا بإقامة أديان متعددة..


ثم انحرف النصارى أتباع المسيح فعبدوه ولم يفرقوا بين الخالق والمخلوق واختلفوا فيه {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ} الآية.

ولهذا نُزعت منهم القيادة ولعنهم تعالى..


ووصَف الله تعالى اليهود بالمغضوب عليهم لمخالفتهم لما يعلمون، فانحرافهم كان في العمل والقصد.. ووصَف النصارى بالضلال لِما انحرفوا فيه من الشبهات التي سادت بينهم بألوهية المسيح؛ فكان انحرافهم في العلم والفهم.. ولم يكن المنحرفون من هؤلاء ولا هؤلاء من المنعَم عليهم من صدور أهل هذه الرسالات كأصحاب موسى والربانيين والأحبار الكرام، ولا كحواريي عيسى الكرام ومن تبعهم باستقامة..


ولم تبق منهم إلا بقايا كأفراد معدودة متمسكين بأمر الله تعالى إبان زمان مبعث رسول الله.. فلما بُعث رسول الله اتبعوه وآمنوا به وصاروا من جملة أمة محمد.. ووعدهم الله بأجرين على إيمانهم بنبيهم وبمحمد عليه الصلاة والسلام.


فجاءت الحلقة الأخيرة، مع محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لتعلن ائتمان هذه الأمة على إقامة الدين والشريعة والمنهج وإقامة العقيدة والعبادة لله، والإيمان بجميع من سبق من الرسل الكرام، والكتب جميعها، وموالاة من استقام من أهل هذه الأديان في زمنه..


ورثت أمة محمد البيت الحرام؛ إرث إبراهيم وإسماعيل، وورثت بيت المقدس إرث النبيين؛ إبراهيم وإسحاق ومن بعدهم، ولهذا صلى رسول الله إماما بالنبيين ببيت المقدس..

 

 

أقامت أمة محمد الدين والشريعة وإفراد الله بالعبادة والتوجه لأكثر من ألف عام.. حتى انحرفت (العلمانية والقومية وأخرى في المعتقد والسلوك) فتحكم (15 مليون) قرد وخنزير في مليار ونصف المليار مسلم (1500 مليون).. هذا تأنيب وردع قدري ليعود الناس الى أنهم (مسلمون) و(أمة واحدة) ولإقامة وظيفة وجودهم: إقامة الدين والمنهج الرباني والشريعة الإلهية والولاء الرباني، وإفراد الله بالعبادة، ونشر المعتقد الصحيح، والأخذ بيد البشرية..


هل سيكون وهل سيعودون..؟ نلمح ذلك ونرجوه؛ فاللهم آمين