طلائع الدجال.. هل يتصدر لها رجال؟
عبد العزيز مصطفى كامل
يخطئ من يظن أن فتنة الدجال وجنوده تتعلق فقط بزمان مخرجه ضمن الأشراط الكبرى للساعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
يخطئ من يظن أن فتنة الدجال وجنوده تتعلق فقط بزمان مخرجه ضمن الأشراط الكبرى للساعة؛ فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك طلائع من الدجالين يخرجون على الناس قبل زمانه بحين ،كما في الحديث: «إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالًا كذابًا» (ذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 4/250 وحسنه بمجموع طرقه). والأمر يحتاج إلى جهدٍ يبذل لرصد وتعيين أبرز أكابر المجرمين المعاصرين الذين جمعوا بين أوصاف الكذابين والدجالين.
وقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن أمام الدجال "سُنون خداعة" هي التي «يصدَّق فيها الكاذب، ويكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخَّون فيها الأمين، وينطِق فيها الرُّويبضة» قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟! قال: «السفيه يتكلم في أمر العامة» (أخرجه أحمد بإسناد صحيح(2/ 291): وأخرجه الحاكم (4/ 465- 466 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي). وهذا الحديث يدل على أن حقبة الخداع والدجل ليست خاصة بنهاية الزمان واقتراب الأجل.
كثير من كبراء الدجالين السياسيين المعاصرين كانوا يصرحون -ولا يزالون- بأنهم يعملون على (التعجيل) و(التهيئة) و(التمهيد) لخروح من يصفونه بـ(مُخلّص العالم)! وهو لن يكون في الحقيقة أحدًا غير الدجال الأكبر ، الذي يضل بخروجه جزاءً وفاقًا كل من أبى القبول برسل الهداية، في عقاب دهري موصل للغواية وللندم، كما نص على ذلك كثير من أهل العلم. ولا نشك في أن في مقدمة طلائع الدجال المعاصرين دهاة اليهود الصهاينة المعاصرين من هرتزل لنتنياهو، ودهاقنة النصارى المناصرين لهم من روتشيلد لدونالد لترامب. إضافة إلى نظرائهم في الفساد والإفساد والعقائد الشركية من فرق النفاق الباطنية التي تناصر اليهود والنصارى على المسلمين الصادقين بدعوى التمهيد لخروج مهدي الضلالة الخاص بهم، والخارج لهم من قلب إيران وتحديدًا من مدينة أصفهان! إضافة إلى من يتسللون إلى خط الضلالة من بعض أصحاب السمو والفخامة والجلالة من المحسوبين على السنة وأهلها والمحتكرين للتحدث الرسمي باسمها!
راجعوا وتابعوا من فضلكم جذور وفصول وأصول ما سُمي طويلًا بـ(أزمة الشرق الأوسط) وما جرى بشأنها منذ عقود وسنوات فوق أرض النبوات والنبوءات، الممتدة بين النيل والفرات، وتدارسوا حقيقة الصراع منذ وعد بلفور ١٩١٧، وحتى وعد ترامب ٢٠١٧؛ بل ما قبل ذلك منذ مؤتمر هرتزل 1897 فسوف تكتشفون أن أكثر وأبرز أحداثها نشأ ودار واستمر بخلفيات دينية تتعلق بمعتقد (مُخلّص العالم) الذي يقف وراء قرار طلائع الدجال المعاصرين من زعماء الحملات الصليبية الأخيرة، بإسكان اليهود في الأرض المقدسة بالشام منذ نحو مائة عام بدافع من المعتقد المشترك بين المغضوب عليهم والضالين، الذي يتلخص في عقيدة الخلاص بـ(عودة المنتظر الموعود) وهو المعتقد الذي لم يجد من قادة قومنا من يفهم دوافعه فضلًا عن أن يدافعه.
قد يحتاج إيضاح أمر الدجل المعاصر لمزيد، لذلك فسوف أزيد، والله المستعان.