اعتراض بالاحتفال بتاريخ النصارى

فلنبتغ العزة من الإسلام نفسه الذي ننتسب إليه ليعزنا الله وإلا فنحن نغالط أنفسنا ولن نهتدي إلى طريق الحق والصواب حتى نراجع أنفسنا ونتذكر ونتعظ ونعتز ونتكرَّم بتاريخنا المجيد.

  • التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
اعتراض بالاحتفال بتاريخ النصارى

بسم الله الرحمن الرحيم..

من المعلوم أن تاريخنا الإسلامي وتاريخ النصارى مختلف تماماً جداً, فتاريخ المسلمين يعبِّر عن كيان المسلمين المجيد وتاريخهم الشريف واستقلالهم ولقد سعى النصارى في إحياء تاريخهم في بلاد المسلمين كما دفنوا تاريخ المسلمين أرجوا أن لا يكون  ذلك بدون رجعة وقد نجحوا في ذلك - على الأسف - إلا بقية واحدة في السعودية.

 

بل قد صار تاريخ النصارى مألوفاً عند الناس وتاريخ المسلمين غريباً عند أبناء المسلمين أنفسهم, حتى إنه يُعمل به في كل مناحي الحياة فيؤخذ به الرواتب  وإيجار البيوت وسائر المعاملات وغير ذلك للأسف.

 

وهنا قصة طريفة حدثت لي مع طبيب مسلم يمني حيث سألني:

متى قدمت البلاد فأجبت -عامداً بذلك -: ذو الحجة الماضية فاستغرب الطبيب جداً وصمت حتى وكأنه أخذه ذهول من إجابتي تلك وصمت أنا كذلك عامدا بذلك نصراً للتاريخ الإسلامي لكن رفيق كان معي أنقذ الموقف وتكلم معه باللغة التي كان يهواه ويفهمها  , والله المستعان.

 

وأذكر في أيام كنت إمام في احدا الدول العربية كنت أكتب بعض خطابتي الموجهة للأوقاف التاريخ الهجرية  للمسلمين أعلى نصرا لها وإحياء لها ثم أكتب تحتها التاريخ الميلادية للنصارى تحتها حتى اقتدت الإدارة بذلك - ولله الحمد والمنة - ويشكر لها اختيارها لهذه الخطوة المباركة نحو إحياء ونصر تاريخ المسلمين.

 

فعلى العموم لا ينبغي نحن المسلمون إذا كان أعداء الله لا يلتفتون إلى تاريخنا ولا يعتبرونها شيئا عندهم ولا يذكرونه في أي موقف عندهم أن نحتفل نحن في تاريخهم بإلقاء خطب أو بكتابة مقالة أو غير ذلك كأنه بداية عام ونهاية عام مثلاً  وقد بدأ عامنا ونحن في منتصفه ولم ينته بعد , إذ إن ذلك سيكون بمثابة التشجيع في اعتبار تاريخهم أو احترامه أو تقديره. 

 

فإذا كان منع العلماء عدم تقبل هداياهم في أيام عيد عامهم الجديد ولا مشاركة احتفالاتهم ولا التهنئة ولا الترحيب ولا غير ذلك.فما لابال بعض العلماء يحتفلون بها بخطب الجمعة وينشرونها بالمقالات؟!!

 

إذ إن ذلك  بلا ريب ِفتنة تؤدي إلى رفع الباطل على الحق واختلاط الخير بالشر وتقليب الموازين الحسنة بموازين سيئة فكيف بالله عليكم من يحتفل بها ليخطب أنه بداية عام جديد ونهاية ووداع عام قديم  ويبحث عن العبرة في ذلك وأي عبرة في دين باطل وتاريخه الباطل ثم العجب أن يأتوا لذلك أشعار وترهات لا نفع من وراءها ولا بركة.

 

فاعلم- يا أخي في الله -إن  العزة بما أعز الله بهذه الأمة , لا يمكن أبداً أن تعتز هذه الأمة وهي متمسِّكة بأذيال أمم أخرى.

 

ورحم الله الفاروق حين قال كلمته الغالية الخالدة المشهورة في عزة الإسلام: " نحن قوم أعزما الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله" قالها وهو في طريقه ليتسلم مفاتيح بيت المقدس ثالث  الحرمين المغصوب لدا اليهود الآن للأسف.

 

كلمات أغلى أن يكتب بماء الذهب لو كانت هناك قلوب حية تسمعني.

 

وقد ابتغينا العزة في غير الإسلام فأذلَّنا الله فمن نلوم إذا؟!!

 

فلنبتغ العزة من الإسلام نفسه الذي ننتسب إليه ليعزنا الله وإلا فنحن نغالط أنفسنا    ولن نهتدي إلى طريق الحق والصواب حتى نراجع أنفسنا ونتذكر ونتعظ ونعتز ونتكرَّم بتاريخنا المجيد   والله هو المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

والله يهدينا إلى سواء السبيل

بقلم: أبو عبد الفتاح ادم المقدشي.