أهل الاستقامة موعودون بالعفو و الأجر العظيم
أبو الهيثم محمد درويش
{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [ الأحزاب 35] .
- التصنيفات: التفسير -
وعد الرحمن سبحانه عباده المسلمين و المسلمات إن هم استقاموا على الإيمان الظاهر و الباطن و الخشوع و الصدق و الصبر على الطاعات و فعل المأمورات من صلوات و صيام و زكوات واجبة أو نافلة , و حفظ الفروج من الوقوع في الفاحشة أو مقدماتها , و المداومة على ذكر الله , بأن لهم العفو و المغفرة للذنوب و الزلات والأجر العظيم على ما كان منهم من استقامة و عمل صالح .
{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [ الأحزاب 35] .
قال السعدي في تفسيره :
{ {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ } } وهذا في الشرائع الظاهرة، إذا كانوا قائمين بها. { {وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} } وهذا في الأمور الباطنة، من عقائد القلب وأعماله.
{ {وَالْقَانِتِينَ} } أي: المطيعين للّه ولرسوله { {وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ} } في مقالهم وفعالهم { {وَالصَّادِقَاتِ} } { {وَالصَّابِرِينَ} } على الشدائد والمصائب { {وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ} } في جميع أحوالهم،خصوصًا في عباداتهم، خصوصًا في صلواتهم، { {وَالْخَاشِعَاتِ} } { {وَالْمُتَصَدِّقِينَ } } فرضًا ونفلاً { {وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} } شمل ذلك، الفرض والنفل. { {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ } } عن الزنا ومقدماته، { {وَالْحَافِظَاتِ} } { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ [كَثِيرًا } أي: في أكثر الأوقات، خصوصًا أوقات الأوراد المقيدة، كالصباح والمساء، وأدبار الصلوات المكتوبات { {وَالذَّاكِرَاتِ} }
{ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ } أي: لهؤلاء الموصوفين بتلك الصفات الجميلة، والمناقب الجليلة، التي هي، ما بين اعتقادات، وأعمال قلوب، وأعمال جوارح، وأقوال لسان، ونفع متعد وقاصر، وما بين أفعال الخير، وترك الشر، الذي من قام بهن، فقد قام بالدين كله، ظاهره وباطنه، بالإسلام والإيمان والإحسان.
فجازاهم على عملهم { {بِالْمَغْفِرَةً} } لذنوبهم، لأن الحسنات يذهبن السيئات. { { وَأَجْرًا عَظِيمًا} } لا يقدر قدره، إلا الذي أعطاه، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نسأل اللّه أن يجعلنا منهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن