تغريدات في السيرة النبوية ثالث 200 تغريدة
ابتدأ الشيخ حفظه الله هذا العمل من يوم الأربعاء 1434/07/13 الموافق 2013/05/23 الساعة 10م إلى أنْ أتمّه كاملاً بتوفيق الله تعالى في يوم 29 رمضان 1434 الموافق 2013/08/07 الساعة 10م
- التصنيفات: السيرة النبوية -
٤٠٠- ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، منصوراً، وقد استرجع نُوقه بأبي هو وأمي، وأصحابه يُطِيفُون به عليه الصلاة والسلام.
٤٠١- في محرم من السنة ٧ هـ وقعت غزوة خيبر الشهيرة، وخيبر لا يسكنها إلا اليهود، وخيبر هي موطن المؤامرات ضد المسلمين.
٤٠٢- يهود خيبر هم الذين جمعوا الأحزاب لغزو المدينة وألَّبُوهم على المسلمين في غزوة الأحزاب، فكانت خيبر هي موطن إثارة الفتن
٤٠٣- وعد الله سبحانه نَبيَّه صلى الله عليه وسلم بفتح خيبر في كتابه الكريم، فقال سبحانه في سورة الفتح: " وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها ".
٤٠٤- وكانت خيبر غنيمة خاصة لأهل الحُديبية رضي الله عنهم، فأمر رسول الله أن لا يخرج معه إلا من شهد الحُديبية، وكانوا ١٤٠٠
٤٠٥- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه إلى خيبر، فلما وصل إلى خيبر، رآه يهودها، فخافوا وأغلقوا حصونهم، وصرخوا: محمد وجيشه.
٤٠٦- فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفهم صرخ: " الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ".
٤٠٧- بدأ حصار خيبر، واشتد حصارها، وبدأت بطولات الصحابة رضي الله عنهم تظهر، وبدأت حملات الصحابة تدكهم دكاً.
٤٠٨- ظهرت بطولات عظيمة للزبير بن العوام، وعلي بن أبي طالب، وأبو دجانة، وسلمة بن الأكوع، وغيرهم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
٤٠٩- قَتَل علي بن أبي طالب مَرْحب اليهودي بطل اليهود، وقَتَل الزبير ياسر أخو مَرْحب، وفُتحت أكثر من نصف خيبر.
٤١٠- فلما أيقن يهود خيبر بالهلاك استسلموا، وأرادوا مفاوضة النبي صلى الله عليه وسلم على ماتبقى من خيبر، فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.
٤١١- تم الاتفاق على:
• حقن دماء من في حصون يهود خيبر
• ترك الذرية لهم
• يخرج يهود خيبر من أرضهم
• يحملون كل ما أرادوا إلا السلاح
٤١٢- فلما أراد يهود خيبر الخروج من أرضهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقرَّهم في خيبر أُجراء يعملون مزارعين ولهم نصف ثمارها في السنة.
٤١٣- فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، لأنه لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غِلمان يقومون عليها، وكانت أرض خيبر شَاسعة واسعة وكلها نخيل.
٤١٤- واغتنى المسلمون بفتح خيبر، قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: " ما شَبِعْنَا حتى فتحنا خيبر ". رواه البخاري.
٤١٥- وروى الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها: " لما فُتحت خيبر قُلنا: الآن نشبع من التمر ". وذلك لكثرة نخيلها.
٤١٦- قَدِمَ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر مهاجرو الحبشة وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ففرح بهم النبي صلى الله عليه وسلم.
٤١٧- وقال عليه الصلاة والسلام: " ما أدري بأ يِّهما أنَا أُسَرُّ بفتح خيبر أم بِقُدُوم جعفر ". رواه الحاكم.
٤١٨- وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر الأشعريون، وكانوا ٥٣، فيهم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
٤١٩- وقبل قدوم الأشعريين بيوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يَقدم عليكم غداً أقوام هم أرقُّ قُلُوبا للإسلام مِنكم ".
* فقدم الأشعريون
٤٢٠- وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر قبيلة دَوْس على رأسهم الطفيل بن عمرو الدوسي، وراوية الإسلام أبو هريرة رضي الله عنهما.
٤٢١- وقعت صفية بنت حيي بن أخطب في السبي، وذلك قبل نزول خيبر على الاستسلام والصلح، فعرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلمت.
٤٢٢- فلما أسلمت أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوجها، وجعل عتاقها مهرها.
وأصبحت من أمهات المؤمنين رضي الله عنها.
٤٢٣- فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر خيبر جاءته زينب بنت الحارث اليهودية بشاة مشوية مسمومة.
٤٢٤- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقد أكلوا منها: " ارفعوا أيديكم إنها مسمومة ".
* فمات من السم بشر بن البراء بن معرور.
٤٢٥- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب بنت الحارث: " ما كان الله ليُسلِطك عليَّ ".
ثم قتلها بقتلها لبشر بن البراء رضي الله عنهما.
٤٢٦- ظل يهود خيبر في خيبر يعملون بزراعتها ولهم نصف ثمارها، إلى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قتلوا أحد المسلمين.
٤٢٧- فطلب عمر رضي الله عنه منهم القاتل فرفضوا، فأخرجهم عمر رضي الله عنه من الجزيرة إلى الشام، وطَهَّر جزيرة العرب منهم.
٤٢٨- رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة منصوراً، فلما ظهر له جبل أحد قال:
" هذا جبل يُحبُّنا ونُحبُّه ".
متفق عليه.
٤٢٩- وقعت غزوة ذات الرقاع بعد غزوة خيبر، وسُميت بذلك لأنهم لَفُّوا على أرجلهم الخِرَق لأنهم لم يكن عندهم أحذية.
٤٣٠- وسبب هذه الغزوة هو ما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جموعا من غطفان أرادوا غزوا المدينة، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ٤٠٠ من أصحابه.
٤٣١- فلما سمعت غطفان بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، هربوا من كل مكان.
ووصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكان تجمعهم وإذا هو ليس به أحد.
٤٣٢- صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع صلاة الخوف، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
٤٣٣- في ذي القعدة سنة ٧ هـ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للعمرة، كما وقع في بُنود صُلح الحُديبية، وقد مضى عام كامل على صُلح الحُديبية.
٤٣٤- سُميت هذه العمرة عمرة القَضَاء والقَضيَّة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضى قريشا في صُلح الحُديبية على أداء العمرة في العام القادم
٤٣٥- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه مِن أصحابه مَن شهد الحُديبية ١٤٠٠ إلا من مات منهم رضي الله عنهم أجمعين.
٤٣٦- ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم ٦٠ ناقة، وحمل معه السلاح خوفا من غدر قريش، وتوجه إلى مِيقات ذي الحُلَيفة وهو مِيقات أهل المدينة.
٤٣٧- أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه بالعُمرة، ثم انطلق إلى مكة، وهو يُلبي، ومعه أصحابه يُلبُّون.
٤٣٨- وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة، ودخل المسجد الحرام من باب بَني شَيبة بعد فراق دام ٧ سنوات فكان صلى الله عليه وسلم فَرحاً بهذه العُمرة.
٤٣٩- استلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرُّكن بِمِحجنه واضطبع بثوبه ثم طاف بالبيت ٧ أشواط، فلما فرغ من طوافه صلى خلف مقام إبراهيم ركعتين
٤٤٠- ثم ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه إلى المسعى، فسعى بين الصفا والمروة على راحلته، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهَديِهِ فنحره.
٤٤١- ثم حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه الشريف، حلقه مَعْمَر بن عبدالله العَدَوِي رضي الله عنه، وكذلك فعل أصحابه رضي الله عنهم.
٤٤٢- مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة ٣ أيام كما في بنود صُلح الحُديبية، ولم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة لوجود الأصنام والصور فيها.
٤٤٣- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة بعد أن أقاموا فيها ٣ أيام، فلما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منطقة سَرِف أقام بها.
٤٤٤- تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث في منطقة سَرِفَ، وهي آخر من تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتُوفيت سنة ٥١ هـ.
٤٤٥- في أوائل السنة ٨ هـ تُوفيت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، ودُفنت بالبقيع.
٤٤٦- في صفر من السنة ٨ هـ قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة:
- خالد بن الوليد
- عمرو بن العاص
- عثمان بن طلحة
- مسلمين رضي الله عنهم
٤٤٧- ففرح بهم النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً عظيماً، وقال: " رَمَتْكُمْ مكة بأفْلاذِ أكْبَادِهَا".
٤٤٨- في جمادى الأولى سنة ٨ هـ وقعت غزوة مُؤتة العظيمة، بين المسلمين والغساسنة، وسُميت غزوة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشهدها بنفسه.
٤٤٩- كشف الله لنَبيِّه صلى الله عليه وسلم أحداث الغزوة وهو في المدينة.
* وكان سببها قَتْل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عُمير رضي الله عنه.
٤٥٠- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه بكتاب إلى ملك بُصرى في الشام، فعرض له شُرحبيل بن عمرو الغَسَّاني فقتله لمَا عَلِمَ أنه مسلم.
٤٥١- وكان قَتْل السُّفراء والرُّسُل من أشنع الجرائم، فقد جرت العَادَةُ والعُرْف بعدم قتلهم أو التَّعرُّض لهم.
٤٥٢- فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالتجهز لقتال الغساسنة، فتجمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ٣٠٠٠ مقاتل، وهو أكبر جيش إسلامي منذ بعثته صلى الله عليه وسلم.
٤٥٣- أمَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الجيش مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه، فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
٤٥٤- فإن قُتل جعفر، فعبدالله بن رواحة رضي الله عنه، وعَقَد رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة رضي الله عنه.
٤٥٥- وفي هذه الغزوة يشارك خالد بن الوليد رضي الله عنه، وهي أول معركة يشارك فيها منذ إسلامه رضي الله عنه.
٤٥٦- وصل جيش المسلمين البالغ ٣٠٠٠ إلى منطقة مَعَان، فبلغه خبر عدد جيش الغساسة ٢٠٠ ألف بمساعدة الروم.
٤٥٧- ولم يكن المسلمون أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم الذي فوجئوا به، ومع ذلك لم يَهابهم كثرة عَدُوِّهم.
٤٥٨- قَسَمَ زيد رضي الله عنه جيشه:
- الميمنة جعل عليها: قُطْبة بن قتادة.
- والميسرة جعل عليها: عَبَايَة بن مالك الأنصاري.
٤٥٩- تحرك جيش المسلمين إلى منطقة مُؤْتة، والتقى الجيشان، تخيلوا ٣٠٠٠ مقاتل، يُواجهون ٢٠٠ ألف مقاتل.
٤٦٠- وبدأ القتال المرِير: فعلاً معركة عظيمة ظهرت فيها بطولات عظيمة للصحابة رضي الله عنهم حَيَّرت الأعداء.
٤٦١- أخذ الراية زيد بن حارثة، وجعل يُقاتل الكفار بضَرَاوة بالغة، وبسالة نادرة، والمسلمون معه، حتى قُتل رضي الله عنه.
٤٦٢- فلما قُتل زيد رضي الله عنه أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، وأخذ يُقاتل قتالاً عظيماً ليس له مثيل حتى قُتل رضي الله عنه.
٤٦٣- فلما قُتل جعفر رضي الله عنه أخذ الراية عبدالله بن رواحة، وتقدم بها وهو على فرسه يُقاتل الكفار حتى قُتل رضي الله عنه.
٤٦٤- كشف الله أحداث المعركة لنَبيِّه صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة، فلما قُتل قادة مُؤتة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يَسرُّهم أنهم عندنا ".
٤٦٥- قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم للنعيم الذي هُم فيه بعد استشهادهم رضي الله عنهم أجمعين.
٤٦٦- فلما قُتل عبدالله بن رواحة سقطت الراية، ولم يُكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً بحملها بعده، فتقدم ثابت بن أقْرَم وحمل الراية.
٤٦٧- فاجتمع المسلمون حوله، ومن بينهم خالد بن الوليد رضي الله عنه، فدفع ثابت الراية لخالد، فحملها.
٤٦٨- فلما أخذ خالد رضي الله عنه الراية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو في المدينة: " أخذ الراية سيف من سيوف الله ".
٤٦٩- استطاع خالد رضي الله عنه أن يُرتب جيشه، ويَثبت أمام هذا الطُوفان من العدو، ويبدأ الهجوم على الكفار.
٤٧٠- ثم إنه رضي الله عنه استطاع أن يحفظ جيش المسلمين، وينسحب بدون خسائر، ورجع إلى المدينة.
٤٧١- حديث: " ليسُوا بالفُرَّار ولكنهم الكُرَّار إن شاء الله ". قاله رسول الله لجيش مؤته لما انسحب من المعركة.
٤٧٢- والناس يقولون: يا فُرار، فذكر الحديث أخرجه ابن إسحاق في السيرة بإسناد ضعيف قال الحافظ ابن كثير: وهذا مرسل وفيه غرابة
٤٧٣- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقد آل جعفر بعد استشهاد جعفر في مؤتة، فقال لأهله: " اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يُشغلهم "
٤٧٤- في جمادى الآخرة سنة ٨ هـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: " إني أريد أن أبعثك على جيش، فَيُسلِّمك الله ويُغْنِمُك ".
٤٧٥- فقال عمرو رضي الله عنه: يا رسول الله إني لم أسلم رَغْبَة في المال، وإنما أسلمت رَغْبَة في الجهاد، والكَينُونة معك.
٤٧٦- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عمرو نِعْم المال الصالح للرجل الصالح ". ثم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ذات السلاسل ومعه ٣٠٠ مقاتل
٤٧٧- خرج عمرو بمن معه، والهدف جمعاً لقبيلة قُضَاعة تَجمعوا لغزو المدينة، فباغتهم عمرو رضي الله عنه وكَبَّدهم خسائر فادحة
٤٧٨- ورجع إلى المدينة مُنتصرا، ولم يُقتل أو يُجرح أحد من المسلمين في سرية ذات السلاسل ففرح بهم النبي الله صلى الله عليه وسلم فرحاً عظيماً.
٤٧٩- في شعبان سنة ٨ هـ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة الحارث بن رِبْعي في سرية، والهدف حَشد لقبيلة غطفان يُريد غزو المدينة.
٤٨٠- فاستطاع أبو قتادة رضي الله عنه ومن معه أن يُباغتوا حَشد قبيلة غطفان، ويَقتل منهم ويَسبي منهم، وفَرَّ بعضهم.
٤٨١- في ١٠ رمضان من السنة ٨ هـ وقع أعظم فتح في الإسلام فتح مكة، وكان يوماً مشهوداً، أعز الله به دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
٤٨٢- وكان سبب هذا الفتح العظيم هو غدر بَني بكر وقريش في خزاعة التي دخلت في حلف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحُديبية، فقتلوا منهم ٢٠ رجلا
٤٨٣- فخرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فوقف عليه وهو في المسجد، وأخبره خبر الغدر كاملاً.
٤٨٤- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نُصِرْت يا عمرو بن سالم ".
* ثم خرج من مكة وَفْد من خُزاعة وأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر.
٤٨٥- خافت قريش من هذا الغدر، وأرسلت أبا سفيان ليُجدد الصُلح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يخرج منه بشي، ورجع أبو سفيان خائباً.
٤٨٦- تهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للفتح العظيم، وسأل ربه أن يُعْمي عن قريش خبره، فقال: " اللهم خُذ العيون والأخبار عن قريش ".
٤٨٧- وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه للخروج، وأرسل إلى كل القبائل المسلمة أن يَتجهزوا للخروج معه.
٤٨٨- تجمع للنبي صلى الله عليه وسلم ١٠ آلاف، وهو أكبر جيش يتجمع للمسلمين من بعثته صلى الله عليه وسلم، وكان خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة يوم ١٠ رمضان سنة ٨ هـ.
٤٨٩- في طريقه صلى الله عليه وسلم إلى مكة لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث، وابن عمته عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة مسلمين.
٤٩٠- واصل النبي صلى الله عليه وسلم طريقه إلى مكة وهو صائم، والناس معه صيام، وقد صَبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء على رأسه ووجهه من شدة العطش.
٤٩١- فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكَديدَ وهو ماء بين عُسْفَان وقُديد، قال لأصحابه: " إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم ".
٤٩٢- فأفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفطر الناس، فكانت رُخْصَة، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء، فشرب نهاراً ليراه الناس.
٤٩٣- ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجُحْفَة لقيه عمه العباس بن عبدالمطلب مُهاجرا بأهله وعياله إلى المدينة، ففرح به النبي صلى الله عليه وسلم.
٤٩٤- وما كان العباس رضي الله عنه يعلم بقدوم جيش المسلمين، وهو آخر من هاجر إلى المدينة، لأن بعده فُتحت مكة وانقطعت الهجرة
٤٩٥- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا هجرة بعد الفتح أي فتح مكة ".
* والمقصود بالهجرة في الحديث الهجرة الخاصة من مكة إلى المدينة.
٤٩٦- حديث: " يا عم اطمئن فإنك خاتم المهاجرين في الهجرة كما أنا خاتم النَّبيِّين في النُّبوة ". رواه أحمد بإسناد ضعيف جداً
٤٩٧- أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقه إلى مكة، فلما وصل إلى منطقة الظهران عشاءً، أمر أصحابه بإيقاد النيران، فأوقدوا النار.
٤٩٨- وكان الله سبحانه قد أخذ العُيُون عن قريش، فانقطعت أخبار النبي صلى الله عليه وسلم عنهم تماماً، ولا يَدرون ما سيفعل النبي صلى الله عليه وسلم بغدرهم.
٤٩٩- فخرج أبو سفيان، وحكيم بن حِزام، وبُديل بن وَرقاء رضي الله عنهم - وكلهم أسلم بعد الفتح - يبحثون عن الأخبار.
٥٠٠- فخرجوا من مكة، حتى أتوا مَر الظهران، وإذا بهم يرون نيران كثيرة - ١٠ آلاف مقاتل - ففزعوا منها فزعاً شديداً.
٥٠١- في هذه الفترة كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه يبحث عن أحد يُخبر قريش بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تَستسلم قريش ولا تُقاتل.
٥٠٢- فرأى العباس أبا سفيان سيد مكة ومعه حكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء، فأقنع العباس أبا سفيان بالاستسلام وأن لا تُقاتل قريش
٥٠٣- فلما رأى أبو سفيان حجم جيش النبي صلى الله عليه وسلم ١٠ آلاف مُقاتل، عَلِمَ أنه لا طاقة له بقتال النبي صلى الله عليه وسلم، ووافق على الاستسلام.
٥٠٤- فذهب العباس بأبي سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليُسلِّم له مكة، فلما دخل أبو سفيان على النبي صلى الله عليه وسلم، دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلم.
٥٠٥- ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان: " مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومَن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ".
٥٠٦- ثم انطلق أبو سفيان واجتمع بأهل مكة، وأخبرهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا طاقة لأحد به، وأنه لا نَجاة لأحد يَخرج مِن بيته.
٥٠٧- هنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتحرك لدخول مكة، وقال لأصحابه: " لا تُقاتلوا إلا من قاتلكم، ونَهاهم عن قَتْل النساء والصبيان ".
٥٠٨- ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من أعلاها من كَدَاء في كتيبته الخضراء وذلك يوم الجمعة ١٩ رمضان من السنة ٨ هـ، وكان يوماً مشهوداً.
٥٠٩- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته القَصْواء لما دخل مكة، وكان صلى الله عليه وسلم في شدة التواضع لربه سبحانه الذي أكرمه بهذا الفتح فتح مكة.
٥١٠- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقرأ سورة الفتح وهو على ناقته، يرفع بها صوته صلى الله عليه وسلم، وأهل مكة من بيوتهم ينظرون إلى هذا المشهد العظيم.
٥١١- ثم ضُربت للنبي صلى الله عليه وسلم في منطقة الخَيْف خيمة كما أمر ونزل بها صلى الله عليه وسلم، فجاءته أم هانئ تستأذن عليه فقال صلى الله عليه وسلم: " مرحباً يا أم هانئ ".
٥١٢- فقالت أم هانئ للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أجرة فلان وفلان، قريبين لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد أجرنا مَن أجرتِ يا أم هانئ ".
٥١٣- ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المسجد الحرام، والمهاجرون والأنصار بين يديه، وخلفه، وحوله، يُهلِّلون، ويُكبِّرون.
٥١٤- فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجر الأسود فاستلمه بِمِحجن كان في يده، ثم طاف بالبيت سبعاً على راحلته، وحول البيت ٣٦٠ صنم.
٥١٥- فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما دَنا من صنم يَطْعنها بِمِحجنه، ويقول: " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ".
٥١٦- " قُل جاء الحق وما يُبدئ الباطلُ وما يُعيد ".
* فما يُشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمِحجنه على صنم في وجهه إلا وقع لِقفاه.
٥١٧- فإذا وقع الصنم قام الصحابة رضي الله عنهم بتكسيره، حتى كُسِّرت كل الأصنام ٣٦٠ التي كانت حول الكعبة.
٥١٨- ثم نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجب الكعبة عثمان بن طلحة رضي الله عنه وهو الذي عنده مفتاح الكعبة -.
٥١٩- فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفتح الله الكعبة، فلما فتحها، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أن يزيل الصور التي فيها، فأزالها.
٥٢٠- ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة وأدخل معه بلال بن رباح وأسامة بن زيد رضي الله عنهما، وأغلق عليهم الباب فمكث صلى الله عليه وسلم فيه طويلاً.
٥٢١- جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عموداً عن يساره، وعمودين عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على ٦ أعمدة وصلى فيه ركعتين.
٥٢٢- ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة، وقد تَجمَّع أهل مكة له، فخطب فيهم خطبة عظيمة، حَمِدَ فيها ربه، وأثنى عليه.
٥٢٣- ثم قال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم "؟؟ قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم.
٥٢٤- فقال صلى الله عليه وسلم: " أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: " لا تثريب عليكم اليوم "، اذهبوا فأنتم الطُلقاء ".
٥٢٥- ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وفي يده مفتاح الكعبة، فقال له علي بن أبي طالب: يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية
٥٢٦- فقال صلى الله عليه وسلم: " أين عثمان بن طلحة "؟؟
فدُعي له، فقال صلى الله عليه وسلم: " خُذوها يا بَني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ".
٥٢٧- فلما استقر الأمر برسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه أهل مكة يُبايعونه، فجاء أبوبكر الصديق بوالده أبي قُحافة، فأسلم بين يديه صلى الله عليه وسلم.
٥٢٨- ثم بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء قريش وأفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدة فتاوى:
تحريم بيع:
١- الخمر
٢- الميتة
٣- الخنزير
٤- الأصنام
٥٢٩- كان لفتح مكة أثرٌ عظيم في نفوس العرب، وذلك أنهم كانوا ينتظرون نتيجة الصراع بين المسلمين وقريش.
٥٣٠- فلما انتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش، وفُتحت مكة دخل الناس في دين الله أفواجا.
٥٣١- أقام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد فتحها ١٩ يوما، وفي يوم السبت ٦ شوال من السنة ٨ هـ خرج صلى الله عليه وسلم إلى حُنين، وهو وادٍ قريب من الطائف،
٥٣٢- كان سبب توجّهه صلى الله عليه وسلم إلى حُنين ما بلغه عن هوازن أهل الطائف بجمع الجموع الكثيرة لقتاله صلى الله عليه وسلم وهو في مكة، فتوجه إليهم قبل أن يأتوه
٥٣٣- اجتمع لهوازن ٢٠ ألف مقاتل، وخرجوا بنسائهم وأطفالهم وأموالهم من الإبل والغنم، وكان قائدهم مالك بن عوف.
٥٣٤- خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة ومعه ١٢ ألف مقاتل، ١٠ آلاف الذين جاؤوا معه من المدينة لفتح مكة، وألفان من أهل مكة وهم الطُلقاء.
٥٣٥- استعمل النبي صلى الله عليه وسلم على مكة يحكمها بعد خروجه منها: عَتَّاب بن أسيد رضي الله عنه، وهو أول أمير على مكة في الإسلام.
٥٣٦- في طريق النبي صلى الله عليه وسلم إلى حُنين مر على شجرة عظيمة يُقال لها " ذات أنواط " كان العرب يتمسحون بها ويتبركون بها ويعبدونها.
٥٣٧- فقال الطُلقاء من أهل مكة - وكان في إسلامهم ضعف -: يا رسول الله اجعل لنا " ذات أنواط " كما لهم " ذات أنواط ".
٥٣٨- فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلـٰهاً كما لهم آلهة ".
٥٣٩- وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى وادي حُنين، وفي السَّحر عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه، وعقد الألوية والرايات، ورتب جنده في هيئة صفوف منتظمة
٥٤٠- استعمل النبي صلى الله عليه وسلم على الفُرسان خالد بن الوليد رضي الله عنه وبشَّر أصحابه بالفتح والنصر إن صبروا وثبتوا.
٥٤١- كان بعض المسلمين من الطُلقاء قد أُعجب بكثرتهم، وقالوا: والله لا نُغلب اليوم من قِلة، فكان اتكالهم على عددهم.
٥٤٢- بدأ المسلمون بالنزول إلى وادي حنين - وكان مُنحدراً شديداً - وكانوا لا يدرون بوجود كَمين لهوازن في أسفل الوادي.
٥٤٣- فلما نزلوا الوادي، ما فاجأهم إلا كتائب هوازن قد شَدَّت عليهم شَدَّة رجل واحد، وبدأ الضرب بخالد بن الوليد حتى سقط.
٥٤٤- وانكشفت خيل بني سُليم مُولية، وتبعهم أهل مكة - وهم الطُلقاء - وبدأ فِرار المسلمين من كل مكان.
٥٤٥- قال البراء بن عازب: فلقوا - أي المسلمون - قوماً رُماة لا يَكاد يَسقط لهم سَهْم فرَشَقُوهم رشقاً، ما يَكادون يُخطئون
٥٤٦- انحاز النبي صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، وثبت معه نفرٌ قليل من المهاجرين والأنصار، وأهل بيته، فيهم: أبو بكر، وعُمر، وعلي.
٥٤٧- فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنادي الذين فرَّوا من المسلمين: " إليَّ عِباد الله هَلُمُّوا إليَّ، أنا رسول الله، أنا محمد ".
٥٤٨- ولم يلتفت منهم أحد إليه ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض ببغلته قِبَل المشركين، ويقول:
أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب
٥٤٩- وكان العباس آخذ بلِجَام بغلته صلى الله عليه وسلم، وابن عمه أبو سفيان بن الحارث آخذ بِرِكَابِها يَكُفَّانها عن الإسراع نحو العدو.
٥٥٠- ثم نَزَل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بغلته، فاستنصر ربه ودعاه قائلاً: " اللهم نَزِّل نصرك، اللهم إنْ تشأ لا تُعبد بعد اليوم ".
٥٥١- وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقاتل، والصحابة الذين ثبتوا يُقاتلون معه، ويَتَّقون به صلى الله عليه وسلم لشجاعته وعظيم ثباته صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المواقف
٥٥٢- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كُنَّا إذا احمر البأس، ولقي القومُ القومَ، اتَّقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
٥٥٣- ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس، وكان رجلا صَيِّتا: " يا عباس ناد أصحاب السَّمُرَة ".
* وهي الشجرة.
٥٥٤- فنادى العباس الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان - تحت الشجرة - فلما سمع المسلمون صوته أقبلوا.
٥٥٥- وهم يقولون: لبيك لبيك، حتى إن الرجل ليُثني بعيره، فلا يقدر على ذلك، ويقتَحِم بعيره، ويُخلي سبيله، ويَقصد العباس
٥٥٦- قال العباس رضي الله عنه: والله لكأنَّ عطفتهم حين سمعوا صوتي، عَطْفة البقر على أولادها، وفاء ببيعة الرضوان.
٥٥٧- وتجالد الناس مُجالدة شديدة، وأشرف النبي صلى الله عليه وسلم من على بغلته، ثم قال: " الآن حَمى الوَطيس ".
٥٥٨- ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار، وقال: " شاهت الوجوه ".
* فلم يبق منهم أحد إلا وامتلأت عيناه وفمه بالتراب.
٥٥٩- ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انهزموا ورب الكعبة، انهزموا ورب الكعبة ".
ثم أيَّد الله رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بنزول الملائكة.
٥٦٠- قال الله تعالى: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حُنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغن عنكم شيئا...".
٥٦١- لم تُقاتل الملائكة في غزوة حُنين، وإنما نزلت لتخويف الكفار، وإلقاء الرُّعب في قلوبهم.
٥٦٢- لم تُقاتل الملائكة في غزوة قط إلا في غزوة بدر الكُبرى، وهذا من خصائصها، كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.
٥٦٣- لما نزلت الملائكة هرب الكفار من كل مكان، وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن خالد بن الوليد، فوجده جريحا مستندا على راحلته لا يستطيع الحركة
٥٦٤- فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ يَنفث على جراحه ويَمسحها بيده الشريفة، حتى شُفي خالد من جراحه، فهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
٥٦٥- انطلق المسلمون يتبعون الكفار يَقتلون فيهم ويَأسرون، حتى ترك الكفار أرض المعركة، وتركوا نساءهم وذراريهم وأنعامهم.
٥٦٦- وقعت كل غنائم الكفار بيد المسلمين، وكانت غنائم عظيمة:
- ٢٤ ألف من الإبل.
- ٤٠ ألف شاة.
- ٤ آلاف أوقية من الفضة.
٥٦٧- غير النساء والأطفال، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تُجمع هذه الغنائم في منطقة الجِعرانة فجُمعت، وجعل عليها حراسة.
٥٦٨- ولم يَقسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم، وأمر صلى الله عليه وسلم بمتابعة الكفار الذين توجهوا إلى الطائف وتحصنوا بها.
٥٦٩- غزوة الطائف هي في الحقيقة امتداد لغزوة حُنين، وذلك أن مُعظم فُلُول هوازن فروا من حُنين وتحصنوا بالطائف.
٥٧٠- وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وحاصرها، واشتد الحصار، لكن ما في أي مؤشرات لفتح الطائف لقوة حصونها.
٥٧١- ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا في منامه أنه لم يُؤذن له بفتح الطائف، ثم أخبر الناس برؤياه صلى الله عليه وسلم.
٥٧٢- ثم نادى مناد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل، وترك الطائف، فقال المسلمون: ادعُ الله عليهم، فقال صلى الله عليه وسلم " اللهم اهد ثقيفا وائت بهم ".
٥٧٣- غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف متوجها إلى الجعرانة، وفي الطريق لقيه سُراقة بن مالك رضي الله عنه، وأعلن إسلامه بين يديه صلى الله عليه وسلم.
٥٧٤- وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة، وبدأ بتوزيع غنائم حُنين، فأعطا سادة العرب: كأبي سُفيان، وعُيينة بن حِصن ١٠٠ من الإبل.
٥٧٥- أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم سادة العرب هذا العطاء الكبير، ليؤلف به قلوبهم، كي يتمكن الإسلام من قلوبهم، فما زال في إسلامهم ضعف.
٥٧٦- أعطى النبي صلى الله عليه وسلم كل الناس إلا الأنصار رضي الله عنهم لم يُعطهم شيئا من الغنائم، فآثر النبي صلى الله عليه وسلم في العطاء العرب على الأنصار
٥٧٧- فبدأ الأنصار يشكون بعضهم لبعض وذهب سيد الأنصار سعد بن عُبادة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يارسول الله إن الأنصار وجدوا عليك.
٥٧٨- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد: " اجمع لي الأنصار ".
* فذهب سعد وجمع الأنصار، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فجاءهم النبي صلى الله عليه وسلم.
٥٧٩- فقال لهم صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم، أوجدتم في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا، تألفت بها قوما ليسلموا.. يتبع.
٥٨٠- ووكلتكم إلى إسلامكم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله.
* فبكى الأنصار بكاء شديداً.
٥٨١- بَيَّن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الحكمة في إعطاء سادات العرب الأموال العظيمة، وحرمان بعض الصحابة، وهو خوفه من ارتدادهم.
٥٨٢- قال صلى الله عليه وسلم: "إني أُعطي قوماً أخاف ظَلَعَهم وجزعهم، وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى ".
٥٨٣- بعدما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من توزيع غنائم غزوة حُنين بالجِعرانة، أهَلَّ بالعُمرة ليلاً، وهذه العُمرة تُسمى عُمرة الجِعرانة.
٥٨٤- ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة منصوراً ومؤيداً من الله سبحانه وتعالى، فقدمها في ذي القعدة من السنة ٨ للهجرة.
٥٨٥- في ذي القعدة من السنة ٨ هـ وُلِدَ إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم في منطقة العالية حيث أنزل النبي صلى الله عليه وسلم أمه مَارية القبطية.
٥٨٦- وكانت مارية القبطية أَمَة عند النبي صلى الله عليه وسلم أهداها له المقوقس عظيم القبط، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يَطؤها بملك اليمين، ولم تكن زوجة.
٥٨٧- روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وُلِد لي الليلة غُلام، فسميته باسم أبي إبراهيم ".
٥٨٨- وتنافست نساء الأنصار في إبراهيم أيَّتُهُن ترضعه، لأن أمه مارية القبطية كانت قليلة الحليب، فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سَيف.
٥٨٩- قال أنس: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من النبي صلى الله عليه وسلم، كان يدخل على ابنه إبراهيم، فيأخذه ويُقبِّله.
٥٩٠- دخل العام ٩ هـ، والذي يُسميه أهل السِّير والمغازي عام الوفود، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم طيلة العام ٩ هـ بالمدينة يستقبل الوفود.
٥٩١- بلغ عدد الوفود - وهي رؤوس القبائل - التي قدمت المدينة لتعلن إسلامها أكثر من ٦٠ وفدا، فكان العام ٩ هـ حافلا بالوفود.
٥٩٢- فمن الوفود التي قدمت المدينة سنة ٩ هـ:
١- وفد باهلة
٢- وفد بني تميم
٣- وفد بني أسد
٤- وفد بَجِيلَة وأَحْمَس
وغيرها.
٥٩٣- في رجب من السنة ٩ هـ تُوفي النجاشي أصْحَمَة - ملك الحبشة - رضي الله عنه بالحبشة، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب.
٥٩٤- قال جابر بن عبدالله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مات اليوم رَجُلٌ صالح، فَقُوموا فَصلُّوا على أخيكم أصْحَمَة ". متفق عليه
٥٩٥- وقال أبو هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَعَى لهم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه، وقال: " استغفروا لأخيكم ".
٥٩٦- وقال جابر بن عبدالله: " أن نَبي الله صلى الله عليه وسلم صَلَّى على النجاشي، فصَفَّنا وراءه، فكنتُ في الصَّفِّ الثاني، أو الثالث ".
٥٩٧- في رجب من السنة ٩ هـ وقعت آخر غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وهي غزوة تبوك، وتبوك تبعد عن المدينة ٧٠٠ كيلو تقريبا.
٥٩٨- وكانت هذه الغزوة مع أعظم دولة في العالم في ذلك الوقت، وهي الروم، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتَّهيُّؤ لغزو الروم.
٥٩٩- وجاء وقت غزوة تبوك في ظروف قاسية - الحر شديد، والمسافة بعيدة جدا - ولذلك تُسمى أيضا غزوة العُسْرَة.
٦٠٠- ولم يكن الخروج لغزوة تبوك على التَّخيير، وإنما كان على الوجوب، يجب على كل مسلم الخروج، إلا لمن له عذر كمرض ونحوه.
بقلم/ موسى بن راشد العازمي.