صفقة القرن: أكبر من غزة.. وأبعد من سيناء..!

عبد العزيز مصطفى كامل

والسؤال المحير حقيقة هو: أي الأدوار أخبث وأخطر في إنجاح وتسريع تنفيذ مخطط (إسرائيل الكبرى) على أرض النبوات والنبوءات.

  • التصنيفات: اليهودية والنصرانية -

هناك عبارة كتبها الاقتصادي الكندي ذي الأصل اليهودي الروسي، (ميشيل تشوسودوفسكي) رئيس مركز أبحاث العولمة.. وأحد المستشارين الاقتصاديين للعديد من الحكومات - وكانت بتاريخ 2015/3/22 - قال فيها: " إن مشروع (إسرائيل الكبرى) لايزال يمثل حجر الزاوية في فكر الأحزاب اليهودية ونشاطها، وعلى رأسها الليكود، إضافة إلى فكر المؤسسة العسكرية والاستخبارات "..وكلام ذلك الخبير الدولي المتابع للأحداث؛ يشير إلى أن ذلك المشروع هو حقا مشروع قرن.. لا مشروع عقود أو أعوام..

 

(إسرائيل الكبرى) - من النيل إلى الفرات - تسير على درب التنفيذ، منذ وضع هرتزل أسسها في أواخر القرن التاسع عشر، وقد نص في مذكراته على أن المطلوب ليس هو إسكان اليهود في كل تلك الأراضي المترامية، بسبب القلة العددية التقليدية لليهود، ولكن حكمها من خلال إدارات وكيلة، على غرار تعامل (الباب العالي) في تركيا مع حكام الولايات التابعة للدولة العثمانية...

 

و لابد لأي مراقب للأحداث الساخنة في الأوضاع الراهنة أن يتأمل خط سير ذلك المشروع منذ بداية ما كان يسمى ب (الصراع العربي الإسرائيلي) بما حوى من جولات الحروب ومناورات السلام خلال سبعين عام، فحروب 1948 ثم 1956..ثم 1967،ثم 1973، كانت في معظمها ترمي لإخضاع الشام، والنيل من بلاد النيل لإخراجهما من دائرة الصراع، وحروب الخليج الثلاثة استهدفت تفتيت أرض الفرات وتهيئتها فيما بعد لنفوذ اليهود..

 

كان من المؤمل أن توقف الثورات العربية هذه المهزلة التاريخية، ولكنها - وبكل أسف - جرى تحويلها في اتجاه ترسيخ وتسريع الخطى في ذلك المخطط اليهودي التلمودي المشترك بين الصهيونيتين اليهودية والنصرانية.. فما جرى ويجري من مخططات التفتيت الطائفي أو التقسيم العنصري بإشراف دولي في كل من العراق والشام وجزيرة العرب واليمن ووادي النيل وشمال إفريقيا بعد إفشال الثورات؛ يدور - لو تأملنا - لخدمة مشروع الهيمنة اليهودية المستقبلية، في ظل تأييد علني غربي، وصمت خبيث وخفي من دول التحالف الروسي الصيني الإيراني الشرقي، مع تنديد ظاهري أو تحرك غبي على المستوى الرسمي العربي..

 

والسؤال المحير حقيقة.. هو:

أي الأدوار أخبث وأخطر في إنجاح وتسريع تنفيذ مخطط (إسرائيل الكبرى) على أرض النبوات والنبوءات...أهو دور الصهيونيتين اليهودية والنصرانية الصادقتين مع معتقداتهما المنسوخة الباطلة...أم أدوار الصهيونية العلمانية العربية، المتخاصمة مع ثوابت الدين ومصالح الأمة.. والجواب في قول الله عز وجل عن المنافقين: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) [سورة المنافقون/ 4]