سكارى لا يشربون الخمر!
أحمد كمال قاسم
جل المسلمين لا يشربون الخمر (بمعناها التقليدي "الكحوليات")، إلا أنك نجد أن جلهم يفعلون ما نُهٍي عن شرب الخمر لأجله، وهو غفلة العقل وتحييده عن الدين والحياة معا!
- التصنيفات: التصنيف العام - الواقع المعاصر - قضايا إسلامية معاصرة -
كل المسلمين يعلمون أن الخمر حرام وأنه يجب اجتنابه، لكن يكاد لا يفكر أحدهم في أن العلة من التحريم هي أن نكون يقظي العقل باستمرار، فاستمسكنا بظواهر النصوص في تحريم الخمر ولم نفقهها ولم نتدبرها، وهذه ثمرة خبيثة لجعل الفقه مجرد جداول من "افعل" و"لا تفعل" بدون التفكر في معنى هذه التشريعات.
وعليه فتجد جل المسلمين لا يشربون الخمر (بمعناها التقليدي "الكحوليات")، إلا أنك نجد أن جلهم يفعلون ما نُهٍي عن شرب الخمر لأجله، وهو غفلة العقل وتحييده عن الدين والحياة معا! فتجد جل المسلمين سكارى بأنواع أخرى من الخمور لم يجدوها في جداول "افعل ولا تفعل" ومنها: خمر الشهوات، وخمر تمجيد الأنا، وخمر احتقار التفكير وصبغ هذا الاحتقار بصبغة دينية! وخمر الحب والقلوب الحمراء والفالانتين، وخمر الإلف والاعتياد، فكل ما تعتاده وتألفه تتوقف عن التفكير فيه... إلى آخر هذه الأنواع من هذه الخمور الخفية التي تسكر العقل، والتي يمكن جمعها تحت باب واحد هو "خمر الغفلة".
لكننا بالرغم من كوننا سُكارى، ولا ندرى أننا سكارى - وهذا من كمال السكر وهيمنته - نتوهم أننا نبلي بلاءً حسنا لمجرد أننا لا نتعاطى الكحول والمخدرات!
فياله من عبث لا يخرج إلا من سُكارى!