نبلاء: البيان التأسيسي
يُعدُّ هذا البيانُ التأسيسي هو المرجعُ المحددُ لمعالم مشروع "نبلاء"، وهُويته، واتجاهه، وعليه يَبني فريقُ العملِ برامجَهم: تخطيطًا، وتنظيمًا، وتوظيفًا، وتوجيهًا، ورِقابةً، وإنجازًا.
- التصنيفات: التصنيف العام - الواقع المعاصر -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك، الحق، المبين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، سيدنا محمدٍ الصادقِ الوعد، الأمين.
وبعد؛
إنما يصنع مستقبل الأمم أولئك الذين سادوا أنفسهم، وتساموا على جراحاتهم؛ فساروا على الثرى بأقدامهم، وحلّقوا فوق الثريا بأهدافهم، وتعلّقوا بالسماء في غاياتهم، ولم يغرّبوا من سكنهم وطنًا، ولم يخذلوا من رآهم فجرًا.
أيها الإخوة والأخوات الحضور، وفي أقطارنا العربية، والإسلامية، وكافة أرجاء الإنسانية: منذ ما يزيد على العامين شرُفت بوضع رسالتي، ورؤيتي في الحياة بين أيديكم؛ من خلال العديد من منابر نشرها الإلكتروني، وقد كان من جميل فضل الله تقبُّلُكم لها بقبولٍ حسنٍ، وبقدر ما كان ثناؤكم عليها تشريفًا لي؛ بقدر ما كان تكليفًا بالمسؤولية والالتزام بعهودها، ووعودها.
ولقد جاء مضمونها المنشور بعنوان "رسالتي في الحياة" للكاتب حسن الخليفة عثمان، في عشرين بندًا؛
جاء في الأول منها:
سأعيش صادقًا، أمينًا، وفيًا، شريفًا، مؤمنًا بالله، واثقًا فيه، شاكرًا لأنعمه، مؤمنًا برسله وأنبيائه، معتقدًا أن خيرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، متبعًا لملته، محبًا لسنته، آملًا في شفاعته.
وفي الثاني:
سأكون شجاعًا، عادلًا، متواضعًا، رحيمًا، فاهمًا، مُعرضًا عن القشور والمظهر، مقبلًا نحو الجذور والجوهر، مخلصًا لقيمي، وفيًا لمبادئي، مُلهِمًا لغيري، معطاءً لعالمي، واضحًا؛ كالشمس ترسل أشعتها للجميع.
وفي الحادي عشر:
لن أعيش الماضيَ وآلامَه، بل سأحيا المستقبلَ وآمالَه، يقيني أن غدًا أكثرُ إشراقًا، مهما تضافرت الجهود لظلامه، فلن تنالَ من وهجِ النفوس المشرقة، وصُروحِ الهممِ العالية.
وفي الثالث عشر:
سأجعل من نفسي غصنًا أصيلًا في شجرة الخير، التي تفئ الإنسانية إلي ظلها حين يشتد الهجير، وأحرص على سِقاء أترابي، ونمائها في جذورها، وجذوعها.
وفي الرابع عشر:
أمتلك رؤيةً، وأحيا لرسالةٍ، وأسعى إلى أهداف شريفةٍ، تدفعني غايات نبيلة.
وفي السادس عشر:
تعاقب على صدارة وطني، وأمتي ثلاثُ أجيال؛ تشابهتْ، وتقاربتْ في فكرها، ومنهجها، وأهدافها، ووسائلها، أصابتْ، وأخطأتْ، لها ما كسبتْ، وعليها ما اكتسبتْ؛ لكنني أرى أن وطني، وأمتي، بل وعالمي بحاجة إلى جيلٍ جديدٍ، مؤهلٍ لتأسيس وتشييد حضارةٍ، ونهضةٍ لا يلتفت فيها إلى الوراء، بل يُيمّم وجهه نحو السماء.
في ضوء ما سلف،
■ وفي ضوء قناعتي أن العالم بكافة أرجائه بحاجة إلى هدنة سلامٍ شاملةٍ، تنبع من ضميرٍ حيٍّ، أرّقته أنهارُ الدماء، وقضّ مضجعه فُحشُ المظالمِ، وإهدارُ قيمةِ الإنسان وكرامته، هُدنةٍ تهيء المناخَ الملائمَ للحوار بين الجميع، وتُتيحُ الفرصةَ للجميع لتقويمِ مَسارِه، وسياساتِه، واتخاذِ ما يلزمُ من تغييٍر في ضوءِ النتائجِ التي يُتوصل إليها، بعيدًا عن الضغوطِ، والإملاءات، وتتيح الفرصةَ للمؤسسات الدولية، والوطنية لتمارس دورها بالرشاد، والعدل الذي يعيد الثقةَ للشعوب، ويضع حدًا للعدوان، وانتشار الإرهاب، ويُمهدُ الطريق لاستعادةِ روحِ الإخاءِ بين البشر، واستئنافِ رحلةِ الإعمارِ، والبناء.
■ وفي ضوء مشاركتنا البحثيّة العِلميّة في المؤتمر الأول لعصر الحكمة بالموسم العلمي الدولي الثاني للمؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية والمعارض العلمية، المُنعقد بإسطنبول في السادس، والسابع والعشرين من أكتوبر لعام 2016 ميلادية، والمنشورة بالصفحة رقم (43) بكتاب الملخصات للموسم المذكور، والتي ناقشنا فيها تطبيقًا عمليًا لأهمية العمل المؤسسي الحكيم، الذي يُثمر عملًا مؤسّسيًا يأخذ بناصية الإنسانية نحو فكرٍ حكيمٍ، يُحقق السعادةَ والسلامَ، برؤيةٍ، ورسالةٍ، ورايةٍ يجتمع تحتها كل من يريد الخيرَ لنفسه، ولهذا العالم، ويفتح الآفاق لحوارٍ إنسانيٍ محدد الأهداف، والمبادئ، والغايات، ويرسم الخطوات نحو عصر الحكمة، ويصنع جيلًا حكيمًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويؤمن بالعمل المؤسسي منهجًا في مسيرته، ويُتقن فن الحياة من خلال فهم قوانينها، وسُننها.
■ وفي ضوء ما أقرّه وتعاهد عليه الأعضاء المذكورون أدناه: من بُعدٍ، واجتنابٍ لكافة صور العمل السرّي، أو الانتماء إلى أي تنظيمات محظورةٍ، أو التورّط في أي صراعات بكافة صورها الطائفية، والسياسية، والمذهبية، والعرقية.
■ وفي ضوء ما وقفتُ عليه من حقائق ودقائق خلال مسيرتي، التي ناهزت ثلاثة عقود بمنحها، ومحنها، وآمالها، وآلامها، وما أثمرته رحلةُ التعلُّم، والتأمّل فيها من رسالة، ورؤية أضعها بين أيديكم جميعا اليوم في مشروعٍ حضاريٍ، إنسانيٍ، جامعٍ، يتولّاه جيلٌ جديد، ذو صفات محدّدةٍ، وفقَ معاييرَ أصيلةٍ في جوهرها، مُعاصرةٍ في خصائصها.
جيلٌ يسعى للعبور بوطنِه الذي ينتمي إليه، وأمتِه، وعالمِه إلى عصرِ الحكمة، والتعايشِ الحضاريِ الحكيمِ بين البشر، على اختلاف عقائدِهم، وألوانِهم، وأجناسِهم، وأعراقِهم، وثقافاتِهم؛ ويقوم بما يفرضه ذلك عليه من أعباءٍ جِسامٍ، لتحقيق ذلك المطلبِ الهامِ، بإيجادِ جزيرةِ سلامٍ تُصان، وتُحقن على خُضْرَتِها الدماءُ، ويلتقي تحت أشجارِها الفرقاءُ، وترسو على مِرفأ منارتِها سفنُ العلماء، وقوافلُ الحكماء، ويفيء بنُبل إلي دستورها النبلاء؛ ولأجل ذلك كان مشروع "نبلاء".
الوصف:
مشروٌع حضاري؛ يهدف إلى العبورِ بالأوطانِ، والأممِ إلى عصرِ الحكمة.
المبادئ:
الصدق، الأمانة، الوفاء، المروءة.
القيم:
الحرية، الرحمة، الأمان، الحب.
الرسالة:
التربية، التعلُّم، الحكمة.
الرؤية:
جيل زكي؛ متميٌّز بالعلمِ، والحكمة.
الشعار:
"نُبلاء"
الاستراتيجيات:
المؤسسية.
الجندية.
وحدة الرؤية والهدف.
وحدة المرجعية والقيادة.
الوعاء المؤسّسي:
مؤسّسة نبلاء الدولية.
أكاديمية نبلاء الدولية.
مركز نبلاء للدراسات، والأبحاث.
جامعة نبلاء الدولية.
مراحل العمل:
اختيار الفريق * المأسسة * الانتشار
الزمن:
خمسة عشر عامًا للمراحل الثلاثة.
عُمُرُ الفئة المستهدفة:
أولًا: فيما عدا المشرف العام، وأعضاء الهيئة الاستشارية العليا، ومجلس الحكماء؛ فلا يقل عمر العضو الذي يتولّى منصبًا إداريًا في المشروع عن واحدٍ وعشرين عامًا، ولا يزيد عن الأربعين عامًا.
ثانيًا: لا يقل عمر المشرف العام عن أربعين عامًا، ولا يزيد عن الستين.
ثالثًا: لا يقل عمر عضو مجلس الحكماء عن خمسين عامًا، ولا يزيد عن الثمانين عامًا.
المُخرَج المطلوب: كادر مؤهّل أخلاقيًا، ومعرفيًا، ونفسيًا؛ يعبر بوطنه إلى عصر الحكمة.
وقد تم اختيارُ كُل من:
عبدالله الحاج سليمان - رئيسًا لمجلس الإدارة ومديرًا عامًّا لعام 2018
مروة أحمد عبدالله - أمينًا عامًا
أحمد عبد الخالق كنجو - مديرًا تنفيذيًّا
هناء عبدالله المزيني - نائبًا للمدير التنفيذي.
بتول عبد الخالق كنجو - رئيسًا للجمعية العمومية
ومن خارج الأعضاء:
محمد طالب زمزم - رئيسًا للهيئة الاستشارية العليا
فاطمة مصطفى الشيخ علي- مستشارًا بالهيئة الاستشارية العليا
على أن يؤدي العضو - بعد استيفائه شروط ومعايير الاختيار - قَسَمَ "نُبلاء" بصورٍة عَلنيّةٍ أمام المشرف العام، أو القائم بأعماله؛ وفقَ ما تسمح به ظروفُ إقامته من طريقةٍ، وتوقيت.
ويكون نص القَسَم:
" أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصًا لمبادئ "نُبلاء"، وقِيمها، ورسالتها، ورؤيتها، وأن أحافظ بها على سلامة وطني ونهضتِه، ووحدةِ شعبِه وإرادتِه".
ويُعدُّ هذا البيانُ التأسيسي هو المرجعُ المحددُ لمعالم مشروع "نبلاء"، وهُويته، واتجاهه، وعليه يَبني فريقُ العملِ برامجَهم: تخطيطًا، وتنظيمًا، وتوظيفًا، وتوجيهًا، ورِقابةً، وإنجازًا.
ويُعدُّ يوم الأحد: الخامس والعشرين من جُمادى الأولى لعام ألفٍ وأربع مئة وتسعةٍ وثلاثين هجريّة.
الموافق: الحادي عشر من فبراير/شُباط لعام ألفين وثمانية عشر ميلادية؛ هو يوم الإعلان الرسمي عن مشروع "نُبلاء".
والله المستعان على كل خير ورشاد.
حسن الخليفة عثمان
مؤسس مشروع "نبلاء" والمشرف العام عليه