اقرأ باسم ربك الذي خلق

أحمد كمال قاسم

شتان بين القراءة العابثة غير الموجهة، أو القراءة بهدف التفاخر والتعالم، أو القراءة لهدف لا يرتضيه الله، شتان بين هذه القراءات وبين القراءة التي هي {بِاسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ}.

  • التصنيفات: التصنيف العام - الواقع المعاصر - الإسلام والعلم -
اقرأ باسم ربك الذي خلق

شائع على الألسنة والأقلام قول: الإسلام هو دين "اقرأ"، والحق أن هذا كلام ناقص يعوزه الدقة!!

بل الإسلام هو دين{اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ} [العلق: ١]

وشتان بين القراءة العابثة غير الموجهة، أو القراءة بهدف التفاخر والتعالم، أو القراءة لهدف لا يرتضيه الله، شتان بين هذه القراءات وبين القراءة التي هي {بِاسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ}، فهذه الأخيرة هي قراءة في سبيل الله {بِاسمِ رَبِّكَ} هدفها معرفة الله عن طريق التعرف على "خلق الله" {رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ}. فالقراءة باسم ربك الذي خلق سوف تحدد نوع ما تقرأه تلقائيا، وستجعلك تهتم بالكيف أكثر من الكم، وسوف تجد نفسك تبتعد عن قراءة كل ما هو غير نافع أو فاحش، فضلا أنها ستضبط نيتك ليكون محور قراءتك هو الله تعالى

فلا تقرأ إلا باسم ربك الذي خلق، حتى قراءتك للدراسة صحح فيها نيتك لتكون في سبيل الله ولمعرفة الله ولنصرة دينه، والقراءة في العلوم الطبيعية لو كانت باسم ربك الذي خلق فهي قراءة ستجعلك تنظر لظواهر الكون على أنها تعرف على أفعال الله تعالى وأسلوب إدارته للكون، فيالها من عبادة عظيمة تقربك من الله وتعرفك به، فضلا أنها ستجعل تطبيقك لهذه العلوم الطبيعية تطبيقا يرضى عنه الله وينفع الإنسانية ولا يضرها، وبهذا تكون من طلبة العلم - ثم من العلماء - الخاشين لله مصداقا لقوله تعالى: {إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ}

أرأيتم الفرق العظيم بين "اقرأ" و "اقرأ باسم ربك الذي خلق"؟!