ليست فتنة بل مؤامرة على حرية الإسلاميين

ممدوح إسماعيل

المشهد فى مصر مريب جداً ورغم أن المشهد صورته الظاهرة تتحدث عن فتنة
طائفية لكنى أعتقد أن الحقيقة لما يحدث تحاول أن تتستر بأشكال كثيرة
منها الفتنة الطائفية...

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


المشهد في مصر مريب جدًا ورغم أن المشهد صورته الظاهرة تتحدث عن فتنة طائفية لكني أعتقد أن الحقيقة لما يحدث تحاول أن تتستر بأشكال كثيرة منها الفتنة الطائفية.

فمن المعلوم أن الكنيسة المصرية تأثرت برحيل نظام مبارك كثيرًا وبل بكت عليه وهى تشعر بالخوف من مناخ الحرية الذي سوف يجعل لجميع المصريين المقهورين رأيًا وتواجدًا سياسيًّا لذلك كان التعنت واضح في طلب إخراج المواطنات المصريات المحتجزات للعلنية ورغم أن من يطالبون بإخراجهم بذلوا كل الطرق السلمية والقانونية وتم وعدهم من المجلس الأعلى للتدخل وحسم الأمر إلا أن دفع الأمر في اتجاه التعنت برفض طلب النيابة كان مقصود واستغاثة تليفون 7مايو كانت مقصودة والتصعيد بإطلاق النار في إمبابة كان مقصودًا لتحتل الفتنة المشهد (ومع إدانتي لكل العنف الذي خرج في إمبابة) لكن كان المقصود أن ينشغل الناس بمظلومية كاذبة للمسيحيين وطلب بالتدخل الأجنبي وفى ظل ذلك كله يتم الابتزاز بتعطيل القانون أمام ماسبيرو ومصالح الناس والتجمهر والإتلاف للمباني العامة والضغط لإحراج السلطة أمام العالم ثم يخرج من خلف المشهد قوانين عديدة منها دور العبادة وعدم التمييز الخ، والأدهى هو تأجيل الانتخابات البرلمانية وهو مطلب لشرذمة متغربة والأشد خطرًا ومصيبة وهو المراد من مؤامرة الفتنة هو الخروج بمشروع دستور جديد وقد سبق أن مهد لذلك يحيى الجمل وتبعه فريق ليبرالي وشرذمة متأمركة بمؤتمر لذلك، وكأن الجمل ومن تبعه يقولون ل77% من الشعب المصري وافقوا على التعديلات الدستورية (قل موتوا بغيظكم).


نعم، يقولون للشعب (.....) في حريتكم التي وافقت على التعديلات فقد جاء في 189 التي وافق عليها الشعب الآتي ( لكل من رئيس الجمهورية، وبعد موافقة مجلس الوزراء، ولنصف أعضاء مجلسي الشعب والشورى، طلب إصدار دستور جديد، وتتولى جمعية تأسيسية من مائة عضو، ينتخبهم أغلبية أعضاء المجلسين غير المعينين في اجتماع مشترك، إعداد مشروع الدستور في موعد غايته ستة أشهر من تاريخ تشكيلها، ويعرض رئيس الجمهورية المشروع، خلال خمس عشرة يومًا من إعداده، على الشعب لاستفتائه في شأنه، ويعمل بالدستور من تاريخ إعلان موافقة الشعب عليه في الاستفتاء).

ومن وراء ذلك وأمامه وعن يساره ويمينه حرب إعلامية خبيثة ضد التيار الإسلامي عنونت بتشويه السلفيين وكل ذلك لا يحمل إلا قدر كبير من الاستبداد والديكتاتورية وقد صرح قائدهم الجمل بكل الألفاظ أنه ضد التيار الإسلامي الظلامي وهو تصريح يناقض ما يدعيه من ليبرالية وتضامنت معه جرذان في الإعلام تخلت عن كل مهنية مقابل إخراج عداء متمكن في قلوبهم وكراهية لا نظير لها لإخوانهم من المصريين قبل أن يكونوا إسلاميين أو سلفيين كما يدَّعون، وقد وقع البعض من السلفيين في الفخ وخرجوا يدافعون عن السلفية فقط ولا يدري إخواني أنها حرب ضد الحرية والعدالة التي يستنشق هوائها الآن المسلمون وهي حرب على كل ما هو إسلامي.


الشاهد أن كل من يتكلم عن الفتنة أو عن الديمقراطية والحرية يتحدث عن قبول الآخر وعدم كراهية الآخر وهم في نفس الوقت يعلنون كره الآخر من الإسلاميين وإقصائه بكل الطرق وتأليب السلطة ضده لتتخذ إجراءات عنيفة خارج القانون ضده.

حقًّا إن المشهد في مصر ينطق بالكراهية للإسلاميين وحرب إقصائية لا حدود لها يستخدم فيها القانون والمال لخدمة تلك الحرب.


الحقيقة أنني توقفت أمام ما يحدث وقلت في نفسي ما الفرق بين ما كان يفعله نظام المجرم مبارك ومباحث أمن الدولة وما يفعله هذا اللوبي؟ المتكون من مجموعة من المسيحيين والمتأمريكين والتغريبيين ومدعي زورًا الديمقراطية والليبرالية لقد اتحدوا جميعًا رغم اختلاف الأسماء والأشكال على نفس منهج نظام مبارك وهو الإقصاء للإسلاميين وممارسة القهر عليهم بالقوانين الاستثنائية.


لقد حذرت بفضل الله تعالى من قبل من يحيى الجمل ودوره في مجلس الوزراء فالرجل كان وكيلاً للقذافي المجرم السفاح وتاريخه معروف في جامعة القاهرة حيث انتقد علانية المحجبات والمنتقبات وقال لهم في المحاضرة كل من على رأسها قرطاس ترجع للوراء مما تسبب في مشكلة كبيرة وهو لا يخفى عدائه للإسلاميين بكل الطرق وأنا أشكره على صراحته ولقد تجمع حوله تيار لا يستهان به وضعوه على رأسهم واليوم نقول أن هؤلاء الأقلية يريدون أن يحكموا مصر بما يريدون رغم أنف أغلبية الشعب المصري وهم يريدون تضييع هوية مصر الإسلامية ومحوها.

وللأسف بعض إخواني انشغلوا بالفرعيات والقضية أخطر وأكبر تستدعي توحيد جهود كل المسلميين الشرفاء للحفاظ على هوية مصر الإسلامية وهنا لا يفوتني شكر جماعة الإخوان التي انتبهت للمؤامرة ونددت في ميدان التحرير اليوم 13 مايو بما يحدث في مصر من مؤامرة على الحرية وعلى هوية مصر.


ولا يفوتني الإشارة إلى أن ما حدث في إمبابة فتنة لعن الله من أيقظها ويحاول نشرها في محافظات أخرى (والشكر هنا لإخواننا السلفيين في الإسكندرية لوأدهم فتنة هناك كانت تطل برأسها).

ويعلم جميع الشرفاء والمنصفين في العالم أننا نحن المسلمون لا يوجد عندنا أدنى مشكلة مع المسيحيين سواء اجتماعية أو سياسية فديننا واضح لا لبس فيه مثقال ذرة، ولكن المشكلة في من له تطلعات خارج القانون وخارج قواعد العدالة والديمقراطية التي تعطى الحكم للأغلبية.
وحقيقة المشهد في الواقع أنه تستغل أحداث لصنع مشاكل مقصود منها مخالفة القانون وعودة دولة داخل الدولة ولكننا رغم كل المخططات سنحافظ على مصر وطن لجميع سكانه مسلمين ومسيحيين يعيشون في أمن وسلام.


و كما قلت وأكرر ما يحدث في مصر أكبر من إمبابة وأكبر من فتنة طائفية، ما يحدث مؤامرة خطيرة وكبيرة تدار من خارج مصر وتنفذ في مصر لعدم وصول الإسلاميين إلى أي مكان سياسي يسمح لهم بالمشاركة في حكم مصر أو في أي قرار يصدر في مصر وراجعوا تشكيل مجلس الوزراء والمحافظين ومجلس حقوق الإنسان واتحاد أمناء الإذاعة والتلفزيون لا يوجد إسلامي واحد كأنهم غير مصريين لهم جنسية أجنبية لا تسمح لهم بتولي أي وظيفة في الدولة وغير ذلك الكثير من القوانين والتشريعات التي يتم سلقها على عجل قبل انتخابات البرلمان المنوط به التشريع وراجعوا خبر الخمسين مليون دولار الأمريكية لدعم الليبراليين وأشكالهم هذا المعلن والخفي يعلمه الله.


ويبقى أنه من الطريف أن الإسلاميين جميعًا سارعوا بتشكيل أحزاب للمشاركة في العمل العام وانخرطوا في العمل بآليات الديمقراطية ولكن من يدَّعون الديمقراطية والليبرالية يكفرون بها إن كان فيها إسلاميين.

وهنا أقول أنه كما سقط نظام المجرم حسني مبارك الظالم سيسقط كل ظالم في أي مكان تعدَّى على المسلمين ولكن على المسلمين أن يبذلوا الأسباب في دفع الظلم ليس بالشعارات ولا البكاء على المظلومية ولكن ببذل كل أنواع المدافعة العملية العاقلة وحسبنا الله ونعم الوكيل.


ممدوح إسماعيل

محام وكاتب عضو مجلس نقابة المحامين

[email protected]


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام