هذه أموال اليهود.. فأين أموال العرب..؟!
عبد العزيز مصطفى كامل
الحديث عن سيطرة اليهود على اقتصاد العالم لم يعد مجرد تحليلات تستند إلى تخمينات أو تخيلات، بل صار ذلك واقعا مفروضا وليس افتراضيا، فتحكمهم في اقتصاد أمريكا التي تحكم العالم؛ يؤثر قطعا على طريقة حكمها لذلك العالم.
- التصنيفات: التصنيف العام - الواقع المعاصر - قضايا إسلامية معاصرة -
مشروع الدولة الدينية اليهودية على أرض بيت المقدس بُني بأموال اليهود، وهو يقفز اليوم قفزات نوعية على طريق مشروعهم الأكبر والأخطر (إسرائيل الكبرى) المرتب فيه فرض السيطرة الكاملة من القدس على طول وعرض أرض النبوات والنبوءات من النيل إلى الفرات. ودور أموال اليهود في إنجاح مخططاتهم يحتاج إلى رصد..فالعلاقة بين المال والسياسة عندهم لم تعد خافية، وليس من قبيل المصادفة بعد أن رأى العالم خريطة (إسرائيل الكبرى) منقوشة على أجزاء من العملة النقدية اليهودية المتداولة بين الصغار والكبار - وهي (الشيكل) - أن تُرى ذات الخريطة على شعار مؤسسة المال الأولى في دولة اليهود وهي: (بنك إسرائيل المركزي)..
* الحديث عن سيطرة اليهود على اقتصاد العالم لم يعد مجرد تحليلات تستند إلى تخمينات أو تخيلات، بل صار ذلك واقعا مفروضا وليس افتراضيا، فتحكمهم في اقتصاد أمريكا التي تحكم العالم؛ يؤثر قطعا على طريقة حكمها لذلك العالم، ونفوذهم الاقتصادي العتيد له تأثيره الأكيد في سياسات الدول والمؤسسات الكبرى، فمنذ منذ أكثر من قرن يمثل أثرياء اليهود أكبر (قارورنات) العصر، ويكفي أن نعلم أن عائلة يهودية واحدة – وهي عائلة روتشيلد ذات الأصول الألمانية – تعد أغنى عائلة عرفها التاريخ المعاصر، فتقارير خبراء المال العالميين تقول إن إجمالي ثروات تلك الأسرة تصل إلى قرابة 500 تريليون دولار، وهو ما يساوي نصف ثروات العالم..
* ومعروف ما كان لتلك العائلة من دور خطير في دعم مشروع الدولة اليهودية، منذ وضع أسسها الصحفي النمسوي الصهيوني (تيودور هرتزل) حيث مولوا عمليات الهجرة وبناء المستوطنات، وقاموا بدفع ذلك المشروع ومساندته على المستوى الدولي، بعد أن رفض السلطان عبد الحميد المبالغ المعروضة عليه لتسديد ديون الدولة العثمانية في مقابل الموافقة على تسليم اليهود أرضا يقيمون عليها دولتهم في فلسطين، وكان للورد (ليونيل روتشيلد) دور مباشر في دفع الحكومة البريطانية لإصدار( وعد بلفور).. وسعى اليهود بعد ذلك لإضافة مصادر تمويل ذاتي في نطاق آخر وهو مجال (استثمار المصائب) بإشعال الحروب واستغلال ظروفها تحت شعار( أشعلوا الحروب..تكسبوا الملايين)..
* أما أثرياء العرب.. فلم يحرروا بأموالهم أرضًا ولم يحمُوا عرضًا، ولم يكن لهم من مشروع جاد إلا إجهاض أي مشروع للتحرر والنهوض.. بل نستطيع أن نقول أن أموالهم التي ضنوا بها لاستنقاذ المسلمين المستضعفين؛ قد صارت اليوم عونا لأصناف المعتدين في تكبير نفوذهم وتكثير سوادهم، مرة على طريق (إسرائيل الكبرى).. ومرة على درب (إيران الكبرى )..حيث (الهلال الشيعي) الذي يكاد تكون أجزاؤه العربية متطابقة الحدود – ويا للمفارقة - على خريطة ما تسمى (مملكة داوود)..!