فسطاط الغوطة..ومقدمات الفتوح ..

عبد العزيز مصطفى كامل

بالرغم مما يبدو من مظاهر الواقع البئيس التعيس في بلاد المسلمين عامة، وأرض الشام خاصة، ودمشق والقدس وما حولهما بوجه أخص؛ فإن ما يجري اليوم من بلاء هو مقدمات لما سيكون في الغد بعد التمحيص والابتلاء.

  • التصنيفات: التصنيف العام - الواقع المعاصر - قضايا إسلامية معاصرة -
فسطاط الغوطة..ومقدمات الفتوح ..

لا أحد غيرُ الله يعلم ما ستؤول إليه تطورات المعارك والمحارق الروسية المجوسية النصيرية بالغوطة على أبواب دمشق، بتواطؤ مكشوف من طواغيت الشرق والغرب، لكن تلك الأحداث في جميع أحوالها لن تغير مسار الأقدار القاضية بتهيئة تلك البقاع وأهلها ومن يَفِدُ إليها، لتكون حصنًا للإيمان ومعقلًا وفسطاطًا لجهاد ومدافعة أولياء الشيطان، الطامحين لتقاسم أرض النبوات والنبوءات كلها بين قوى الكبر الكبرى الراعية لمشروعات الضرار الأخرى كإسرائيل الكبرى، وإيران الكبرى، وكردستان الكبرى..

وبالرغم مما يبدو من مظاهر الواقع البئيس التعيس في بلاد المسلمين عامة، وأرض الشام خاصة، ودمشق والقدس وما حولهما بوجه أخص؛ فإن ما يجري اليوم من بلاء هو مقدمات لما سيكون في الغد بعد التمحيص والابتلاء، حيث تتأكد المزية والرمزية الحاضرة والمستقبلية لتلك الحواضر التي ستظل بالسلام زاهرة، وهو ما يشير إليه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق ما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله،لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة» (أخرجه الطبراني في الأوسط (47) وأبو يعلى (6417) وابن عدي في الكامل (7/48)).

و أحداث اليوم على أبواب دمشق وما حولها – حيث الغوطة ومثيلاتها – سيكون لها ما بعدها، فلا نشك أن ما يحدث اليوم هو مقدمات وإرهاصات لأقدار خير لمجموع الأمة، وإن اكتسى بلبوس بأس الكافرين وبؤس المستضعفين، فقد قال النبي صلى الله عليه سلم:
«إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، إلى جانب مدينة يقال لها دمشق، من خير مدائن الشام» (أخرجه أبو داود وصححه الألباني برقم 4298)..

وبطبيعة الحال؛ لا ينبغي تقحُّم أسرار غيبٍ تفرد الله بعلمه، ولكنها البشارات النبوية، من وراء ما يمارسه الأعداء من إرهاب، تمامًا كما كان الحال في غزوة الأحزاب.. حيث بشر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في حصارهم مبكراً بما أصبح يُذكر بعد ذلك تاريخًا عابرًا، وهو فتحهم مدائن كسرى وقيصر في أقل من ربع قرن.. تالين بكل اليقين قوله تعالى: 
{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}  [الأحزاب: 22].