الإحسان إلى الخلق
أنت لم تحسن لهم، لترى في عيونهم عرفانا بجميلك عليهم، بل لتُسطِّرها الملائكة في صحيفتك.
- التصنيفات: التصنيف العام - محاسن الأخلاق -
أحسنتَ إليهم...
شققتَ على نفسك لأجلهم...
أذهبتَ حق نفسك لتعطيهم فوق حقوقهم...
ثابرتَ طويلا...
لم تترك معروفا لم تصنعه لهم...
أحببتهم حقا، وأعطيتهم ما يتمنون وزيادة...
هم أنكروا إحسانك لهم...
يُقابلون الإحسان بالكفران والجحود، أو بالنسيان، أو بالصدود...
يطلبون منك المزيد...
ينالون منك، ويشنعون عليك أمام الرائح والغاد...
يُنكرون لك حسناتك، ويتهمون حبك وإخلاصك...
يذكرون مساويك التي لابد أن لك نصيب منها...
تتألم لأجل ذلك...
تدمع عيناك حسرة على عمر ومجهود صنعت لهم فيه خيرا، ولم يُكافئوك...
انكسرتَ، وساءت نفسيتُك...
يحزن قلبك على كفرهم بصنيعك الطيب..
تنوي ألا تحسن لأحد منهم بعد ذلك، بل لأي أحد...
عفوا يا صديقي أنت مخطئ
أنت لم تحسن لهم، لترى في عيونهم عرفانا بجميلك عليهم، بل لتُسطِّرها الملائكة في صحيفتك...
أنت لم تحسن لهم، لتسمع مديحهم، بل ليثني عليك الله...
أنت لم تحسن لهم، ليشكروك هم، بل ليشكر اللهُ لك...
أنت لم تُحسن لهم، ليُحسنوا إليك مثلها، إنما ليحسن الله إليك أضعافها...
وأنت لم تحسن لهم، ثم تُلقي بإحسانك في اليم، كلا، بل تحتسبه عند الله...
ثم لو تأملت يا صاحبي لرأيت عجبا، إذا كانوا قد غفلوا عن شكر إحسان الله لهم، فماذا تنتظر أن يفعلوا مع إحسانك أنت (وأنت هنا: يُراد بها التحقير، تحقير إحسانك لهم، لا تحقيرك أنت، فما إحسانك إلى إحسان الله لعباده؟!، بل إحسانك لهم من إحسان الله لهم )، فإذا أهملوا شكر إحسان الله لهم، فلا تحزن من تركهم لشكرك، ولا تمتنع عن إسداء الخير لكل أحد...
دمّت طيّبًا مخلصًا راقيًا صافيًا...
الكاتب: محمد ثروت