كم أدمعنا من طفل ماتت أمه
خالد روشة
إن ربنا سبحانه قد علمنا أن احتفاءنا بأمهاتنا إنما هو كل يوم، بل في كل لحظة، حتى لو كنا في عمل أو عبادة.
- التصنيفات: التصنيف العام - الواقع المعاصر -
يوم " عيد الام ".. كم أدمعنا من طفل ماتت أمه، أو امرأة مسكينة لم يرزقها الله بالأولاد.. أو شخص كان محبا لأمه التي ماتت قريبا.
وكم حسّرنا من ثكلى رحل أبناؤها، وكم أدمينا من قلوب فقراء لا يستطيعون الاحتفال بأمهاتهم.
وكم طعَنّا في قلوب مغتربين عن أمهاتهم! وكم آلمنا من قلب أم قد عقها ابنها وأهملها وغفل عنها..! وكم غطى هذا اليوم على عقوق عام بأكمله..!
وكم غلّف تاجر غشاش بضاعته الكاسدة في شكل هدية ل" ست الحبايب "!
لكأني اسمع آهات أم شهيد.. وأوجاع أم طريد شريد!
هل علينا أن نوغل الكسر في قلوب كسيرة؟! أو أن نعمق الوجع في صدور أكل منها الوجع أعماقها؟!
هل فكرتم في تلك السكاكين التي تضرب بها أغنية " يا ست الحبايب " في قلوب " ست الحبايب الصابرة المؤمنة في آلاف البيوت؟!
إن بر أمهاتنا يجب أن يكون ألف مرة في كل يوم.. وليس يوما كل ثلاثمائة يوم!
لكم أرى التناقض في ذلك اليوم.. فالأبناء يحرصون على هدية واحتفال.. وينسون تعليم أمهم ما ينفعها من علم أو دين!
ينفقون الأموال في الهدايا الثمينة.. ولا يجتمعون على مساعدتها في أداء فريضة الحج مثلا!
إنه وفاء مؤقت.. ناقص..لا يليق مع قيمة الأم ولا مكانتها ولا عطائها.. وفاء يبدأ بأغنيتين ودمعتين، ثم ينتهي في ساعتين... ويعود الإهمال والغفلة والعقوق من جديد ليبدأ مسيرته ككل عام.
إن ربنا سبحانه قد علمنا أن احتفاءنا بأمهاتنا إنما هو كل يوم، بل في كل لحظة، حتى لو كنا في عمل أو عبادة.
علمنا أن نهديها كل يوم كلمات السرور، وبسمات المحبة، وسلوكيات الرفق.. علمنا أن نقدم لها كل يوم معاني العطاء المالي والمعنوي.
حتى لو رحلت عنا..علمنا أن برها قائم لم ينقطع.. ووصلنا لها دائم دوام الليل والنهار.