واتخذوا من دون الله آلهة

أبو الهيثم محمد درويش

{ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ * لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ }   [يس 74 – 75]

  • التصنيفات: التفسير -

{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ} :
اتخذوا من دونه تعالى أوثان يصرفون لها العبادة فهل تنفعهم تلك الحجارة أو تملك لها ضراً؟
عبدوا الملائكة الذين لا يتصرفون إلا بأمر الله فهل ترضى الملائكة على كفرهم أو تملك لهم نصراً أو ترفع عنهم ضراً؟
عبدوا الأنبياء والأولياء الصالحين, فهل يرضى من أرسلهم الله لبيان التوحيد أن يكونوا آلهة من دون الله و هل يملك نبي أو ولي في قبره تدبير شؤون خلق الله ؟؟؟
أنزل لهم رسالاته ليرجعوا إليها في كل كبير وصغير فتركوها و اتبعوا من دونه مناهج أرضية لا يملك أصحابها علم الله بخلقه ولا حكمته و لا قوته وقدرته على تدبير شؤون خلقه.
والكل محضرون أمام الله تعالى و سيسأل الجميع و ساعتها سيتبرأ كل مشرك من معبوده و سيتبرأ كل معبود من عابديه.
قال تعالى:
{ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ * لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ }   [يس 74 – 75]
قال السعدي في تفسيره:
هذا بيان لبطلان آلهة المشركين، التي  اتخذوها مع اللّه تعالى، ورجوا نصرها وشفعها، فإنها في غاية العجز { {لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ } } ولا أنفسهم ينصرون، فإذا كانوا لا يستطيعون نصرهم، فكيف ينصرونهم؟ والنصر له شرطان: الاستطاعة والإرادة  فإذا استطاع، يبقى: هل يريد نصرة من عبده أم لا؟ فَنَفْيُ الاستطاعة، ينفي الأمرين كليهما.
{ {وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ } } أي: محضرون هم وهم في العذاب، ومتبرئ بعضهم من بعض، أفلا تبرأوا في الدنيا من عبادة هؤلاء، وأخلصوا العبادة للذي بيده الملك والنفع والضر، والعطاء والمنع، وهو الولي النصير؟
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن