الغوطة والانحطاط الإنساني
أحمد بن يوسف السيد
وفي مجال رحمة الخلق ونصرة المظلوم استولت المصالح المادية على قوى العالم الكبرى.. فزادتهم ظلما إلى ظلمهم، وطغيانا على طغيانهم، فكانوا سببا في مصائب البشر بدل أن يكونوا مانعين لها..
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
ستحفِر الغوطة في ذاكرة التاريخ (الانحطاط الإنساني) في أخس صوره، ولن يفتأ اللاعنون عن لعن هؤلاء القتلة المجرمين إلى ما شاء الله مما بقي من الزمان الذي اقترب انصرامه بقيام الساعة.
وسيسجل التاريخ أن القوى العالمية التي تعاقدت فيما بينها على حماية حقوق الإنسان لم تحم إلا مصالحها وموازناتها لا غير؛ إذ إنه لا هدْر لحقوق الإنسان أكبر مما يجري اليوم في المذابح المسلطة على رقاب المسلمين.
وقد صدق أبو الحسن الندوي حين سأل -مُبطّنا الجواب في تراكيب السؤال-: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟! نعم.. لقد خسر العالم الكثير حين تنحى المسلمون عن قيادة المشهد وتصدير الحضارة للبشرية..
ففي الأخلاق والسلوك شاعت الحياة البهيمية الخسيسة، وصُدّرت للناس بكل أنواع الدعايات المخجلة، حتى صار من ينكر هذا الانحطاط مصادما للفطرة مخالفا للقانون!
وفي العقل والتفكير ضاقت على الناس مجالات النظر؛ فحبسوا أنفسهم في صناديق المادية المغلقة التي تحجب عنهم النظر إلى آفاق عالم الغيب الفسيح الذي يمنع المؤمن به من الظلم والطغيان: (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدعّ اليتيم)
وفي مجال رحمة الخلق ونصرة المظلوم استولت المصالح المادية على قوى العالم الكبرى.. فزادتهم ظلما إلى ظلمهم، وطغيانا على طغيانهم، فكانوا سببا في مصائب البشر بدل أن يكونوا مانعين لها..
ولا خير ولا صلاح للبشرية -فضلا عن المسلمين- إلا بنور الوحي ورحمة الرسالة المحمدية.
بقلم/ أحمد يوسف السيد.