لنِحْيا الشريعة.. بحقيقتها (المقال الثاني)

عبد العزيز مصطفى كامل

هذه تسع وستون شعبة، باعتبار أن البضْع من الثلاثة إلى التسعة، ويمكن عدها تسعاً وسبعين، باعتبار إفراد ما ضُمَّ بعضه إلى بعضٍ مما ذُكِر.

  • التصنيفات: التصنيف العام - تزكية النفس -

وحقيقة الشريعة - كما قال ابن تيمية - رحمه الله هي: (اتباع الرسل والدخول في طاعتهم، كما أن الخروج عنها خروج عن طاعة الرسل، وطاعة الرسل هي طاعة الله) (مجموع الفتاوى19/ 309) فإقامتها ليست واجبة على الحكام دون المحكومين أو العكس. وحتى يتضح الكلام ونحن نتحدث عن إحياء نفوسنا بالشريعة..وإحياء الشريعة في نفوسنا، فلابد من استعراض رصد أهل العلم وسردهم لشعب المكونة لهذه الشريعة، وهي المشار إليها في قوله صلى الله عليه وسلم «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، أَعْلَاهَا: قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمان» (متفق عليه) فقد رجح الحافظ ابن حجر طريقة الإمام ابن حبان في تفريع شُعب الإيمان وتصنيفها إلى أعمال قلبية،وأعمال قولية، وأعمال بدنية، وهي ذاتها أقسام الشرع المنزل.. فالرجاء أن نتأملها..وأن نعرض أعمالنا عليها...و أن نتساءل...هل قمنا بحقوفها علينا..؟

 

فأعمال القلب الجامعة للمعتقدات والنيات، تشتمل على أربع و عشرين شُعبة:

1- الإيمان بالله، بذاته وصفاته وتوحيده وبأنه ليس كمثله شيء.

2- اعتقاد حدوث ما دونه.

3- الإيمان بملائكته.

4- الإيمان بكتبه.

5- الإيمان برسله.

6- الإيمان بالقدر خيره وشره.

7- الإيمان باليوم الآخر، ويدخل فيه مسألة القبر والبعث والنشور والحساب والميزان والصراط والجنة والنار.

8- محبة الله والحب والبغض فيه.

9- محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- واعتقاد تعظيمه، ويدخل فيه الصلاة عليه واتباع سنته.

10- الإخلاص، ويدخل فيه ترك الرياء والنفاق.

11- التوبة.

12- الخوف.

13- الرجاء.

14- الشكر.

15- الوفاء.

16- الصبر.

17- الرضا بالقضاء.

18- التوكل.

19- الرحمة.

20- التواضع، ويدخل فيه توقير الكبير ورحمة الصغير.

21- ترك الكِبر والعُجب.

22- ترك الحَسد.

23- ترك الحِقد.

24- ترك الغضب.

 

وأعمال اللسان، وتشتمل على سبع شُعب:

1- التلفظ بالشهادتين.

2- تلاوة القرآن.

3- تعلم العلم.

4 - تعليمه.

5- الدعاء.

6- الذكر، ويدخل فيه الاستغفار.

7- اجتناب اللغو.

 

وأعمال البدن، وتشتمل على ثمان وثلاثين شعبة:

منها ما يتعلق بالنفس، وهي خمس عشرة شعبة:

1- التطهر حساً وحكماً، ويدخل فيه اجتناب النجاسات.

2- ستر العورة.

3- الصلاة فرضاً ونفلاً.

4- الزكاة.

5- فكُّ الرقاب.

6- الجود، ويدخل فيه إطعام الطعام وإكرام الضيف.

7- الصيام فرضاً ونفلاً.

8- الحج و العمرة.

9- الطواف والسعي.

10- الاعتكاف.

11- التماس ليلة القدر.

12- الفرار بالدين، ويدخل فيه الهجرة من دار الشرك.

13- الوفاء بالنذر.

14- التحري في الحلِف و الأْيْمان.

15- أداء الكفارات.

 

ومنها ما يتعلق بحقوق خاصة، وهي ست شُعب:

1- حقوق الزوجية.

2- القيام بحقوق العيال وتربية الأولاد.

3- بر الوالدين وفيه اجتناب العقوق.

4- صلة الرحم.

5- طاعة السادة.

6- الرفق بالخَدَم.

 

ومنها ما يتعلق بحقوقٍ عامة، وهي سبع عشر شعبة:

1- القيام بالإمرة مع العدل.

2- متابعة جماعة المسلمين.

3- طاعة ولي الأمر المسلم.

4- الإصلاح بين الناس، ويدخل فيه قتال الخوارج والبُغاة.

5- التعاون على البر، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

6- إقامة الحدود.

7- الجهاد، ومنه المرابطة.

8- أداء الأمانة، ومنها أداء الخُمْس.

9- قضاء الدَّين.

10- إكرام الجار.

11- حُسن التعامل في المال، ومنه جمع المال من حله وإنفاقه في حقه.

12- ترك التبذير والإسراف.

13- رد السلام.

14- تشميت العاطس.

15- كف الأذى عن الناس.

16- اجتناب اللهو.

17- إماطة الأذى عن الطريق.

 

فهذه تسع وستون شعبة، باعتبار أن البضْع من الثلاثة إلى التسعة، ويمكن عدها تسعاً وسبعين، باعتبار إفراد ما ضُمَّ بعضه إلى بعضٍ مما ذُكِر.

 

تلك إذن شريعتنا..فلْنحياها.. ونُحْيِّي بها..ونُحِّييها.. لأنه لاحياة للقلب بدونها، ولا نور بغيابها..{أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام /122].